Ibn Taymiyya Rayuwarsa
ابن تيمية حياته عقائده
Nau'ikan
قال: واذا لم يشرع دعاء الملائكه، لم يشرع دعاء من مات من الانبياء والصالحين، ولا ان نطلب منهم الدعاء والشفاعه وان كانوا يدعون ويشفعون، لوجهين: احدهما : ان ما امرهم الله به من ذلك هم يفعلونه وان لم يطلب منهم، وما لم يومروا به لا يفعلونه ولو طلب منهم، فلا فائده في الطلب منهم!.
الثانى : ان دعاءهم وطلب الشفاعه منهم في هذه الحال يفضى الى الشرك بهم، ففيه هذه المفسده!.
وهنا ثلاث وقفات مع ثلاث مسائل: الاولى: مع قوله: (واذا لم يشرع دعاء الملائكه، لم يشرع دعاء من مات من الانبياء والصالحين).
فماهووجه القياس هنا؟! وما وجه الشبه بين الامرين حتى اطلق هذا الحكم القطعى؟.
والثانيه : مع قوله في الوجه الاول: (ان ما امرهم الله به من ذلك - اى الدعاء والشفاعه - هم يفعلونه وان لم يطلب منهم، وما لم يومروا به لا يفعلونه ولو طلب منهم، فلا فائده من الطلب منهم).
فيقال: كيف اثبت اذن قبل قليل وفى اكثر من موضع ان الصحابه كانوا يطلبون ذلك من النبى فيستجيب لهم، وذكرالحديث الصحيح المثبت في كتب السنن؟!.
ومعلوم ان الانبياء(ع) في حياتهم لم يفعلوا الا ما يومروا به، فلماذا لم يقل النبى(ص) لاصحابه: لافائده من طلبكم، فاذاامرت فعلت، واذالم اومرلم افعل ؟!.
لو كان ذلك حقا لعلمه النبى اصحابه وامته، ولم يلب طلباتهم فيدعو لهم ويشفع كما كان شانه (ص).
والثالثه: مع قوله في الوجه الثانى: (ان دعاءهم وطلب الشفاعه منهم يفضى الى الشرك ، ففيه هذه المفسده).
فيقال بكل ايجاز: ان صح ذلك عن النبى (ص)، فليس لاحد ان يقول: انه يفضى الى الشرك ففيه هذه المفسده. لان المفسده والشرك لا ياتى من الاحكام الشرعيه ذاتها، وانما ياتى من الجهل بها وبتفاصيلها، وترك العلماء اظهار السنه واماته البدعه.
Shafi 94