Ibn Taymiyya Rayuwarsa
ابن تيمية حياته عقائده
Nau'ikan
وبعد هذا التقسيم، والتعريف بكل قسم، يطيل الكلام في القسم الثالث، فيظهر في كلامه الاضطراب، ويكثر فيه التكرار، واللف والدوران. والسبب في ذلك كله اصراره على انكار سنن ثابته واحاديث صحيحه يعترف بصحتها حينا، ثم يعود وكانه نسى ذلك فينفى وجود شيء منها اصلا! وينسب الى الصحابه اجماعا، ثم ياتى عنهم بنقيضه، فيجد نفسه مضطرا الى اللف والدوران للخروج من تلك المازق، ولكن لا مخرج له منها.
واليك موجزا لشيء من تلك الاضطرابات ليريك فيها من جراته عجبا: قال ابن تيميه: كان الصحابه يتوسلون الى الله تعالى بنبيه، وهو توسلهم بدعائه وشفاعته، ومن ذلك ما رواه اهل السنن وصححه الترمذى: (ان رجلا قال للنبى(: ادع الله ان يرد على بصرى.
فامره ان يتوضا ويصلى ركعتين، ويقول: اللهم انى اسالك واتوجه اليك بنبيك محمد نبى الرحمه، يا محمد، يارسول الله، انى اتوجه بك الى ربى في حاجتى ليقضيها اللهم فشفعه فى).
قال: فهذا طلب من النبى (، وامره ان يسال الله ان يقبل شفاعه النبى له في توجهه بنبيه الى الله، وهو كتوسل غيره من الصحابه به الى الله، فان هذا التوجه والتوسل هو توجه وتوسل بدعائه وشفاعته.
وقال: كان الصحابه يطلبون من النبى الدعاء، فهذا مشروع في الحى.
ثم انتقل للرد على من توسل بشفاعته ودعائه بعد موته، فقال: معلوم ان الملائكه تدعو للمومنين وتستغفر لهم، كما قال تعالى: ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويومنون به ويستغفرون للذين آمنوا).
وقال تعالى: ( والملائكه يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض).
فالملائكه يستغفرون للمومنين من غير ان يسالهم احد.
وكذلك ما روى ان النبى (ص) او غيره من الانبياء والصالحين يدعو ويشفع للاخيار من امته، هو من هذا الجنس، هم يفعلون ما اذن الله لهم فيه بدون سوال احد.
Shafi 93