Ibn Taymiyya Rayuwarsa
ابن تيمية حياته عقائده
Nau'ikan
انه لا بد ان يهاجم، واذا هاجم فلا بد ان ينتصر، فان لم تسعفه الحجه لجا الى التضعيف والاهدار، او التاويل والانكار، او العيب والجرح والتكذيب، ومن الطبيعى جدا ان لا يجد بين اهل العلم من يقابله بمثل هذه الكلمات النابيه لانهم ابعدوها عن ساحتهم، بل طالما ابتعد العلماء عن مواجهته تحاشيا من ذلك.
مع هذا فقد كان بارعا في استخدام جمله من المصطلحات الرنانه، ك (اتفاق اهل العلم) و(اجماع السلف) و(قول السلف) و(عقيده السلف) و(لم يذكر ذلك احد)، ونحو هذا مما استحوذ على كثير من معاصريه، ومن المقلدين في كل جيل، من دون ان يتطرق الى مخيلاتهم انها مجازفات بعيده عن الواقع! لكن تلك المجازفات وما رافقها من اصرار وحماس، جعلت منه لدى بعض الدارسين وكثير من المقلدين رجلا عبقريا لا يضاهى. ثم اضفى المقلدون على هذه العبقريه صفه القداسه، وهذا شان المقلدين دائما مع كل شخصيه يعظمونها.
ومن ناحيه اخرى فقد بالغ في الانتصار لما تمسك به المقلدون قديما من آثار الثقافه الامويه ، ثم تقدم عليهم كثيرا ليجر وراءه تيارا جديدا يحفظ له ابداعه..
لقد حدثنا التاريخ صراحه ان كثيرا من الحقائق التى تمس قضيه الخلافه كانت تخفى تحاشيا لاثاره العامه التى اصبحت لا تعتقد الا بما سمعته ونشات عليه مما اذن به الامويون واشاعوه ، وترى ان كل ما خالفه فهو باطل ، وقد لا تحتمل سماعه!.
هكذا حدثنا الطبرى صراحه في قصه ابى ذر الغفارى ، وفى المكاتبه التى جرت بين معاويه ومحمد بن ابى بكر ، قال الطبرى : كرهت ذكرها لاحتوائها امورا لا تحتملها العامه!.
وكل الذى انطوى عليه ذانك الحدثان هو الاثاره في قضيه الخلافه وتسليط الضوء على حق على (ع) خاصه.
فجاء ابن تيميه فثار على تلك الامور ثوره ينتصر فيها لعقائد العامه اشد انتصار، ثم تقدم عليهم غلوا في الامر فانكر كثيرا مما كانت العامه ترتضيه ولو على نوع من التاويل ، او قدر من التردد..
Shafi 246