14

Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence

ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه

وشيبان قبيلة ربعية عدنانية ، تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معد ابن عدنان، وفي هذه القبيلة همة وإباء، وحمية، كان منها المثنى بن حارثة الذي تولى قيادة الجيوش الإسلامية عند مهاجمة العراق في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو الذي حسن لخليفة رسول الله ذلك، وتولى بهمته أولى الحملات، فشهد له الصديق في ذلك بأحسن البلاء. ولقد اشتهرت شيبان بالهمة والصبر، وحسن البلاء، في الجاهلية والإسلامية، حتى كانت أبرز القبائل الربعية ونخرها، ولقد قيل: ((إذا كنت في ربيعة فكاثر بشيبان، وفاخر بشيبان، وحارب بشيبان))(١)، فشيبان في الجاهلية والإسلام أكثر القبائل الربعية عددا، وأعزها نفرا، وأعظمها مآثر.

وشيبان كانت منازلها بالبصرة وباديتها، وقد كانت في الجاهلية قريبة المقام من العراق، فلما بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه البصرة مظلة على الصحراء لينزل بها العرب، يستنشقون فيها هواء الصحراء، ولا يستوخمون بهواء الريف - نزلت شيبان بتلك المدينة الحضرية الصحراوية فسكنوها، وسكنوا في باديتها.

وكانت أسرة أحمد، وأسرة أمه، تنزل بتلك المدينة، وبيدائها، إذ كان جدها عبد الملك بن سواده بن هند من وجوه بني شيبان، ينزل عليه قبائل العرب، فيضيفهم.

ولأن أسرته أصلها من البصرة عرف بأنه بصري(٢)، ويروى أن أحمد رضي الله عنه كان إذا جاء البصرة صلى في مسجد مازن، وهم من بني شيبان، فقيل له في ذلك، فقال إنه مسجد آبائي.

١١ - كانت أسرة أحمد من شيبان، وأصل مقامها بالبصرة كما رأيت، والآن نريد أن نذكر أباه وجده بكلمات موجزة، فأبوه محمد بن حنبل، وجده حنبل بن هلال، ومع أن مقام الأسرة بالبصرة كما نقلنا، وكما تبين من سياق سيرة أحمد، فإن أسرة أحمد لم يستمر مقامها بها، بل إن جده قد انتقل إلى خراسان، وكان واليا على

(١) تاريخ بغداد ص ٤١٥

(٢) المناقب لابن الجوزي ص ٢١

13