87

وجاء في كتاب «آكام المرجان» بعد نقل هذه القصة جملة أخبار من قبيلها، يتلقى فيها الأنس عن الجن علما من علوم الطب لعلاج بعض الأمراض، ومنها أمراض لها في عرف الأقدمين علاقة بالجن كالصرع والوهم والهزال، وبعض هذا العلاج دواء، وبعضه من الرقى والتمائم التي تدخل في طب السحر والكهانة.

وما من صناعة بلغت مبلغ الإعجاز في رأي قوم إلا كان لها تفسير من معونة الجن أو المردة، ويرجعون في هذا التفسير إلى الخبر المنقول كما يرجعون إلى المجاز والتخيل، فمما نقله الشعراء من أخبار الرهبان ونساك البيع قبل الإسلام قول النابغة عن معابد بعلبك أو تدمر:

إلا سليمان إذ قال الإله له

قم في البرية فاحددها عن الفند

وخيس الجن أني قد أذنت لهم

يبنون تدمر بالصفاح والعمد

وجاراه البعيث في قوله:

بني زياد لذكر الله مصنعة

من الحجارة لم يعمل بها الطين

كأنها غير أن الأنس ترفعها

Shafi da ba'a sani ba