وغلبت البوجمولية على بلاد البلقان، واسمها مأخوذ من السلافية بمعنى أحباب الله، أو مأخوذ من اسم داع مشهور من دعاتها حولها من العبادة الصريحة إلى عبادة الخفاء “Bogomil” .
وغلبت الألبية “Albigenses”
على فرنسا الجنوبية، ونسبت إلى «ألبي» “Albi”
التي كان مركزها الأشهر في غرب القارة وجنوبها.
ولم تتفق هذه النحل في شعائرها وعقائدها كما أسلفنا، ولكنها تتفق في قاعدة مشتركة بينها، وهي قاعدة الديانة المانوية، فكلها مانوية تضاف إليها حواشي الوثنية المحلية والمقتبسات المشوهة من العقائد المسيحية، ولا تخلو عباداتها جميعا من إباحة بعض المحرمات، وتحريم بعض المباحات التي تخالف بها جميع الأديان الكتابية، وإن لم يكن بينها وفاق شامل للمحرمات والمباحات.
فمنها ما يحرم الزواج؛ لأن الزواج يستبقي النسل في عالم الشر والفساد، ولكنه لا يحرم الفسق ولا الشذوذ، بل يدخلهما أحيانا في الشعائر المفروضة لأنهما يرضيان الشيطان.
ومنها ما يحرم اللحم والجبن والبيض، وكل ما جاء من تناسل من ذكر وأنثى، ولكنه يبيح السمك لاعتقادهم أنه لا يولد بالتلاقح بين الجنسين.
ومنها ما يزعم أن آدم طلق حواء وتزوج بالربة البابلية التي تسمى ليليت أو ليلى، وأن حواء تزوجت بعده بمارد من الجن، فجاء النوع الإنساني خليطا من الآدميين، والمردة، وذرية الأرباب الوثنية.
ومنها ما يقدس المسيح وينكر الصليب، ولا ينكرونه لتكذيبهم صلب المسيح، بل لأنهم يقولون: «إن ما من أحد يعبد المشنقة التي خنقت أباه!»
واشتهر من عباداتهم عبادة القداس الأسود، ومحورها صورة الشيطان عاريا، وصورة فتاة عارية تتقدم المصلين إليه، وتنقل إليهم «البركة» بلمس أعضائه، وتنهي الصلاة بضروب من الإباحيات كالتي كانت تقترف في عبادات أرباب النسل عند الوثنيين.
Shafi da ba'a sani ba