وذكر المؤرخون : أنه لما وصل الحسين (عليه السلام) بركبه ذات عرق لقيه بشر بن غالب واردا من العراق ، فسأله عن أهلها ، فقال : خلفت القلوب معك ، والسيوف مع بني امية. فقال الحسين (عليه السلام): «صدق أخو بني أسد. إن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد». وما زال (عليه السلام) يواصل سيره حتى أتى (غمرة).
وغمرة مر بها ومسلح
ثم أفيعية فيها ما ونى
(غمرة): بفتح أوله وسكون ثانيه ، وهو منهل من مناهل الطريق ، ومنزل من منازلها ، وهو فصل بين تهامة ونجد. وكان به يوم من أيامهم ، وهي التي عناها الحارث بن ظالم المري بقوله :
وإني يوم غمرة غير فخر
تركت النهب والأسرى الرغابا
وهناك موضع يقال له : (غمرة) في الجهة الشرقية من نجد ، وهي التي عناها الشمردل بن شريك بقوله :
سقى جدثا أعراق غمرة دونه
ببيشة ديمات الربيع هواطله
وهي التي عناها عمرو بن قيس المرادي بقوله :
الأ يا بيت بالعلياء بيت
ولولا حب أهلك ما أتيت
إلى قوله :
وحي نازلين وهم جميع
حذار الشر يوما قد دهيت
وهناك موضع رابع يقال له : (غمرة) في جهة خيبر على مسافة يوم أو أكثر شمالا ، وتسمى (عقيلة غمرة).
وذكر في المخطوط أن وجرة بإزاء غمرة. قال الأعشى :
ظبية من ظباء وجرة أدما
ء تسف الكباث تحت الهدال
Shafi 33