Huruf Latiniyya
الحروف اللاتينية لكتابة العربية
Nau'ikan
لست أعارضك ألبتة في أن «للفن» دخلا في هذه الأشياء؛ فإنها جميعا تتفاضل بجودة صنعها وعدم جودته، وجودة الصنع ورداءته من متعلقات «الفن»، وعلى حسبهما تغلو تلك الأشياء أو ترخص عند التقويم. أما «العلم» فميدانه ميدان آخر، إنه ينقب عن المجهول من الحقائق فيكشفه ويضع له ما يصل إليه من القوانين الكلية المجردة. ومشكلتنا إن رجعت إلى شيء فلا ترجع إلا لمجرد الفن التنفيذي. والفن إن لم يرض السمع والبصر وباقي الجوارح، وميول النفس وفضيلة الإتقان ويلائمها، كان فنا رديئا.
على أني، مع احترامي لشخصك وتقديري لعملك ولكمال إخلاصك فيه، مناقش عباراتك في ذلك الجزء الأول، كما سأناقش أقوالك فيما بعده.
إنك بعد أن استرهبتني بتحكيم دلائل العلم، بدأت الكلام في الموضوع، فحصرته إجمالا في أربع مسائل؛ الأولى: النظر في الحروف اللاتينية هل هي صالحة كل الصلاح؟ والثانية: إن لم تكن كذلك، فهل هي أصلح من الحروف العربية؟ والثالثة:
والرابعة: هل في الإمكان درء نقص الحركات دون الالتجاء إلى الحروف اللاتينية؟
فعن المسألة الأولى تفضلت فقلت:
أولا:
إننا، نحن الشرقيين المفرطين في الإعجاب بوسائل الغرب، إذا نظرنا في صلاح الحروف اللاتينية بذاتها وبأصلها، فقد يخيل إلينا أن هذا الصلاح أمر لا يقبل الجدل.
وثانيا:
لكن الحروف اللاتيني يأبى إلا أن يقر بضعفه. وهنا أوردت تأييدا لنظرك أقوالا لبعض الاختصاصيين من الأوروبيين ينعون فيها عوار حروفهم لتعقد أشكالها وعدم وضوحها وصعوبة قراءتها، ويقولون: «إن الساعة أزفت لقطع الصلة فيها مع الماضي.» ثم استدركت على هذا بقول لأحد هؤلاء الاختصاصيين يهيب بقومه «أن لا يغرقوا في الاعتراض على خطهم اللاتيني، وفي طلب الابتعاد عنه.»
وثالثا:
Shafi da ba'a sani ba