لا ظليل ولا يغني من اللهب فاستيقظ من الآن ، قبل أن يوقظك الخسران ، وأعمل لغدك بإخلاص قبل أن تقع في اللظى ، ولاحت حيث مناص
إن الآية تنفي الشفاعة ، ولقد جاءت الكلمة منكرة ، لتؤكد أن النكرة في سياق النفي ، تفيد العموم ، وتفيد نفي الجنس ،
إنها آية محكمة البيان وساطعة البرهان ، تنبه الإنسان ، من الغفلة وتخرجه من الأوهام
وتشد عزيمته للعمل ، الذي به الله يرضى ، فإن له الآخرة والأولى
ولقد قال ، وقوله الحق بلا مراء (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ?39? وأن سعيه سوف يرى ?40? ثم يجزاه الجزاء الأوفى ?41? وأن إلى ربك المنتهى)النجم 39-42
وقال (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) النساء 40
إليه المنتهى وحده ، ثم لا يظلم مثقال ذرة ، فابحث بعد هذا عن شفيع يعلم ما لا يعلم الله عنك ، أو عن عملك ، أو ابحث عن مستقر تنتهي إليه دون ربك ، أو ابحث عن معط هو أكرم من الله ، ويضاعف أكثر منه في عطائك ، كلا كلا كل ذلك محال ، فاقتنع بأن إليه المآل ، وأن أوهام الشفاعة أماني ، وضلال وظنون وخيال ، بل خيال خيال.
لنودع سورة البقرة ، بآياتها المحكمة المبصرة ، ولننطلق على جناح الإمعان ، إلى سورة الأنعام ، فنجد الآيات أمامنا بالمرصاد ، لكل أولى الأوهام ،
ها هي الآية الأولى تحوي الخطاب ، من رب العالمين إلى عبده محمد ، الرسول الأمين ، يأمره بأن ينذر بالقرآن ، من يخاف الحشر من المؤمنين
(وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون) الأنعام 51
Shafi da ba'a sani ba