ولقد أوتيه كل الأنبياء لكن يوسف اختص بشيء هام وهو بعض من علم الله ذلك هو قوله
(وعلمتني من تأويل الآحاديث) فهو علم تميز به عن سواه وله خصوصية لديه وعليه في الحياة ولهذا فقد عطفه في الآية من باب عطف الخاص على العام للاهتمام بشأنه وتميزه عن غيره وحسن أثره فهو لا يعدد هنا إلا نعم الله الكبرى التي فاز بها في الدنيا وسيفوز بها في الأخرى وهي العلم والحكمة وتأويل الأحاديث والرؤيا.
ولهذا لم يستخدمها إلا فيما ينفع الناس أفرادا وجماعات وفي كل الظروف والحالات ليرجو بها رضاء الله والفوز بالجنات.
ولتأكيد أن المفهوم السليم للفوز العظيم لديه هو الآخرة وأن الإيمان بالله ربه واليقين بالآخرة هو مبتغاه فإنه يختم توسله إلى ربه بقوله في الآية:
(توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
ومن هذا هو منتهى أمله ورجواه فإن الملك عنده ليس السلطان والجاه بل هو العلم لا سواه وهو الذي به يكون الله ربه ومولاه.
أليس هو الذي يصف ربه بقوله مناديا له:
(فاطر السماوات والآرض)
وبهذا الوصف العظيم لربه يعلن استسلامه له وركونه عليه وإذعانه لولايته فيقول:
(أنت ولي في الدنيا والآخرة)
Shafi da ba'a sani ba