فلنسمع الحوار بينه وبين إبراهيم كما جاء في القرآن الكريم.
(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه)
إنها دعوة من الله إلى كل عبد ذي لب ليتدبر هذا الحوار العجيب.
فها هو الطاغية يدعو إبراهيم إليه ليحاجه في العلم الذي أصبح يعلنه على الناس ويصر عليه.
إذن فأسباب المحاجة هي لأن إبراهيم عنده علم منير فأراد الطاغية أن يرده عن هذا الطريق المثير.
ولهذا يقول الله بعد ذلك معللا هذا الحجاج:
(أن آتاه الله الملك) كثير من المفسرين يقولون بدون تدبر أن الضمير في (آتاه الله) يعود إلى الكافر الأثيم، فهل هذا صحيح؟
كلا إن الضمير يعود إلى إبراهيم الحليم الذي عنده علم عظيم فهو الذي آتاه الله الملك، وكان سببا في الحجاج معه.
لأن الحجاج لا يكون إلا مع عالم أو مع رجل عنده شيء جديد لا يقبله المجتمع الغافل فهو يثير معه الجدال العنيد.
هذا أدل دليل على عودة الضمير إلى إبراهيم وهو دليل عقلي، ثم إن الضمير لا بد أن يعود عادة إلى الأقرب إليه وهذه قاعدة نحوية معروفة وإبراهيم في الآية هو الأقرب ذكرا من سواه ولنقرأها مرة ثانية، (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك)
Shafi da ba'a sani ba