(فإذا لا يؤتون الناس نقيرا)
أي إذا كانوا يزعمون أن لهم نصيبا من الملك ومع ذلك يفتون بهذه الفتوى المخالفة لكل مظاهر العلم؛ فإنهم والحال هذه لا يمكن أن يؤتوا الناس من العلم الذي لديهم شيئا ولا حتى ما يساوي النقير، والنقير هو النقطة الصغيرة التي تعلوا رأس نواة التمر.
فهم يكتمون العلم ويخفونه عن الناس وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وهكذا جاء عنهم في سورة البقرة ما يؤكد هذا وهو أنهم يمنعون بعضهم عن تحديث الناس بما لديهم، فقال الله: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون * أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون) [البقرة:76-77].
وهم يظنون بهذا أنهم بمنجاة من الله لكن الله يرد عليهم بقوله:
(ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون * فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) [البقرة:78-79].
ومثل هذه الآيات جاءت في سورة آل عمران في الآيات: [71و72و73]، وقد جاء فيها قوله تعالى عنهم:
(ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم)
هكذا قالوا ولكن الله يرد عليهم (قل إن الهدى هدى الله) فليس ما عندكم هو الهدى ولكن الهدى الحق هو هدى الله الذي يتلقاه محمد ثم يعود لحكاية قولهم لبعضهم وهو قولهم:
(أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم)
فيرد الله عليهم في ختام الآية بقوله:
Shafi da ba'a sani ba