138

Nan ne Alkur'ani

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Nau'ikan

لنعد قليلا معكم إلى ما قبل الآية التي أوردناها في سورة يس، لقد وردت بعد أن ضرب لنا مثلا:

(واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون * إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون * قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون * وما علينا إلا البلاغ المبين) الآيات: 13و14و15و16و17

نعم ما على الرسل إلا البلاغ المبين ولقد بلغوا وذلك واجبهم وكفى، وكيف لا وربهم يعلم أنهم مرسلون؟ وهو الذي يكافئ ويجزي فمنه الأجر لا من الناس وعليه الجزاء بقدر الإخلاص.

(تنبيه)

وقبل أن أصل بكم إلى نهاية المطاف أنبه هنا إلى قضية هامة، ذلك هو الخطأ الفادح الذي وقع فيه المفسرون، فلقد قالوا: (إن هؤلاء الرسل الثلاثة مرسلون من عيسى إلى هذه القرية) وهذه والله فرية يكذبها في النص القرآني كل آية أليس الله يقول:

(إذ أرسلنا إليهم اثنين)

فالإرسال منه لا من عيسى، ثم إن الرسل يقولون: (قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) فهم مرسلون من ربهم لا من عيسى.

قد تسألون لماذا أنبه إلى هذا وبهذه الحدة؟ وأنا أقول لكم: إن هذه الروايات دخلت علينا من اليهود والنصارى الذين يجعلون من عيسى إلها مؤهلا ليرسل الرسل ويشارك الله في هذه الخصوصية التي اختص بها دون سواه.

وعلى أي حال، فإن الرسل هؤلاء ليسوا من عيسى، ولكنهم من الله.

وها نحن نراهم قد بلغوا وانتهت مهمتهم عند البلاغ الذي أمروا به (وما علينا إلا البلاغ المبين) والناس بعد هذا هم المسئولون ولا بد أن ينقسموا بين مكذب ومصدق، فالمكذب جزاؤه عند ربه، والمصدق عليه أن يحمل ما آمن به وأن يقوم بواجبه.

Shafi da ba'a sani ba