131

Nan ne Alkur'ani

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Nau'ikan

إن لم تصدقوا كلامي فانظروا في حال العالم اليوم، إلا إن ملامح الهلاك على الأحوال واضحة، وأن أسواط العذاب على ظهور العالم جامحة، والرمضاء والبأساء والضراء تحت أقوالهم لافحة، وأن أظافر الفقر والجوع على جلودهم جارحة.

هذا ملموس لكل ذي لب مستنير، رغم المال والثراء الكثير، نعم إن الثروات كثيرة، ولكن الكوارث مستطيرة، وإن الخيرات متدفقة، ولكن الخلافات منبثقة، والصناعات والزراعات والعمارات واسعة ولكن الجموع عارية جائعة.

الإنسان يطور سلاح الدمار، ويطلق الصواريخ والأقمار، لكنه يعجز عن تضميد جراح المرضى وتوفير العقار، يرصد أجهزة التجسس على السائرين والنائمين، لكن الذعر يعتري قلوب الراصدين والمرصودين.

مسكين هذا الإنسان يطور السلاح ويطلق الصواريخ والأقمار للحرب والدمار، وحماية الطغيان والاحتكار، لكنه يعجز عن تضميد جراح مظلوم ويبخل عن قيمة العقار، يرصد الملايين لأجهزة الرصد والتجسس على الساهرين والنائمين والقاعدين والسائرين، لكن الذعر يغتال الراصدين والمرصودين والساهرين والنائمين ويظن شركات التأمين هي الأمان المكين لأصحاب الملايين، لكن الخوف يعصف بالملايين وأصحاب الملايين.

الإنسان يكنز في البنوك الأموال، ويخترع أبشع وسائل الاستغلال، ويوسع شركات الاحتكار في كال مجال يظنها الأرباح والنجاح للكانزين والمحتكرين لكن الهلع ينهش المستغلين والمستغلين، والفزع يرعش المستكبرين والمتسضعفين، والإنسان يظن سعة الملاعب وباذخ الملاهي وفاخر القصور، تجلب الفرح والسرور.

لكن الحزن والضجر، يسكن الأكواخ وخيام النشئ وفاخرات الدور والخوف يخيم على الأفراد والجموع ويخترق الأفئدة التي في الصدور.

إنه عذاب واصب وقلق دائم، ألم يسطر على العالم والخاسر والقائم؟ فهل من مهرب ينفع؟ هل من ملجأ يمنع؟

كلا إن المزيد من الجشع، يشعل نار الهلع والبغضاء والفزع، إلا أن المفر للإنسان هو في ظل القرآن، إنه في عبادة الرحمن، إنه هو السلام والأمان، هو الخير والاطمئنان، إنه هو المنجي والواقي والحامي من الآلام والكروب (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

وما هو ذكر الله المراد في هذه الآية؟

إن ذكر الله المراد هو العلم الذي جاء به القرآن وسيأتي لكم في هذا الكتاب ما يؤكد هذا المعنى للذكر ويكفي أن أدلل على ذلك هنا بقوله تعالى على لسان نوح عليه السلام لقومه وقد اتهموه بالضلالة: (قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين * أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون) [الأعراف:61و62]

Shafi da ba'a sani ba