الصالح مثل ما يصعد لاهل الارض كلهم.
فسأل ملك الموت ربه في زيارة ادريس عليه السلام وان يسلم عليه ، فاذن له ، فنزل واتاه ، فقال لادريس : اني اريد ان اصحبك فأكون معك ، فصحبه.
كانا يسيران في النهار ويصومانه فاذا جنهما الليل اتي ادريس فطوره فيأكل ويدعو ملك الموت اليه فيقول : لا حاجة لي فيه ، اي لا يأكل لانه ملك ، ثم يقومان يصليان ، وادريس يصلي ويفتر وينام ، وملك الموت يصلي ولا ينام ولا يفتر ، فمكثا بذلك اياما.
ثم انهما مرا بقطيع غنم وكرم قد اينع ، فقال ملك الموت : هل لك ان تأخذ من ذلك حملا او من هذا عناقيد فنفطر عليه؟.
فقال : سبحان الله ادعوك الى مالي فتابى فكيف تدعوني الى مال الغير؟!
ثم قال ادريس عليه السلام : فقد صحبتني واحسنت فيما بيني وبينك من انت؟
قال : انا ملك الموت ، قال ادريس : لي اليك حاجة ، فقال : وما هي؟
قال : تصعد بي الى السماء ، فاستاذن ملك الموت ربه في ذلك فاذن له ، فحمله على جناحه فصعد به الى السماء.
ثم قال له ادريس عليه السلام : ان لي اليك حاجة اخرى ، قال وما هي؟.
قال : بلغني من الموت شدة فأحب ان تذيقني منه طرفا فانظر هو كما بلغني ، فاستاذن ربه له فاذن فأخذ بنفسه ساعة ثم خلى عنه.
فقال له : ملك الموت كيف رأيت؟ قال : بلغني عنه شدة وانه لاشد مما بلغني.
قال ادريس عليه السلام : ولي اليك حاجة اخرى تريني النار ، فاستاذن ملك الموت صاحب النار ، ففتح له فلما رآها ادريس عليه السلام سقط مغشيا عليه.
ثم قال : لي اليك حاجة اخرى تريني الجنة ، فاستاذن ملك الموت خازن
Shafi 66