قال فيليب: «كلا، ليس صحيحا؛ فهم يقومون بسحب الناس من سيارة لأخرى تحسبا لأن يكون هناك من يتبعها. فقد يكونون في جسد ما ثم يسحبون ببطء شديد عبر الهواء إلى جسد آخر في سيارة أخرى. ولا يزالون يدخلون في أجساد مختلفة طوال الوقت دون أن يعرف الناس ما حل بهم.»
قالت إيف: «حقا؟ لكن أنى لنا أن نعرف أي سيارة يستقلونها؟»
قال فيليب: «كود السيارة موجود على اللوحة المعدنية، لكنه يتغير عن طريق الحقل الكهربائي الذي تنشئه الكائنات داخل السيارة، حتى يتسنى للمتعقبين في الفضاء تتبعهم. إنه مجرد شيء بسيط لكنني لا أستطيع أن أخبرك إياه.»
قالت إيف: «حسنا، لا تفعل. أعتقد أن قليلا من الناس يعرفونه.»
قال فيليب: «إنني الوحيد في أونتاريو الذي يعرفه.»
كان يجلس حانيا ظهره للأمام بشدة ورابطا حزام مقعده، وأحيانا تصطك أسنانه وهو يركز، ويصدر أصوات صفير خافتة وهو ينبه إيف.
قال: «أوه أوه، انتبهي. أعتقد أن عليك الانعطاف. نعم، نعم. أعتقد ذلك.»
كانوا يتبعون سيارة مازدا بيضاء، وفيما يبدو، عليهم الآن تتبع سيارة شحن خضراء، ماركة فورد. سألته إيف: «هل أنت متأكد؟» «بالطبع.» «هل شعرت بهم وهم يسحبون في الهواء إلى هذه السيارة؟»
قال فيليب: «إنهم يتبدلون في وقت واحد من صورة لأخرى. ربما أكون قد قلت «يسحبون»، لكني ما فعلت هذا إلا ليفهمني الآخرون.»
في البداية، كانت إيف تخطط لأن يكون المقر الرئيسي للكائنات الفضائية هو متجر البلدة الذي يباع فيه الآيس كريم أو الملعب. ويمكن الكشف عن أن جميع الفضائيين يجتمعون هناك في صورة أطفال تغريهم متع تناول الآيس كريم أو اللعب على الزحاليق والأرجوحات، مع تعليق قواهم مؤقتا. ولا خوف من أن يخطفك هؤلاء الفضائيون - أو يدخلوا جسدك - إلا إذا اخترت نكهة الآيس كريم الخاطئة، أو تأرجحت على أرجوحة معينة لعدد مرات غير محدد لك (لا بد أن يكون هناك خطر ما آخر، وإلا فسيشعر فيليب بالإحباط والخزي). لكن فيليب تولى مهمته بالكامل، لدرجة أنه صار من الصعب التحكم في النتائج. كانت سيارة الشحن الآن تنحرف عن الطريق الزراعي السريع الممهد إلى الطريق الجانبي المغطى بالحصى؛ وكانت سيارة شحن بالية غير مغطاة، أكل الصدأ أجزاءها؛ ولهذا فلن تذهب بعيدا. الأرجح أنها متجهة لمزرعة ما؛ وقد لا يقابلون أي مركبة أخرى لتتبعها قبل أن يصلوا لوجهتهم.
Shafi da ba'a sani ba