حولت النيران المنزل إلى حطام وانهارت أعمدته، وتم العثور على جثمان السيد وايلد بين الأطلال المتفحمة، وكان محترقا لدرجة لا تسمح بالتعرف عليه.
وعثر بين هذه الأطلال على عبوة من الصفيح متفحمة، قيل إنها كانت تحتوي على كيروسين.
أما زوجة السيد وايلد، فلم تكن في المنزل وقت نشوب الحريق؛ إذ كانت قد لبت يوم الأربعاء السابق للحادث دعوة الذهاب على متن قارب في رحلة إلى مدينة كوموكس لشحن حمولة تفاح من بستان زوجها. كانت تنوي الرجوع في نفس اليوم الذي انطلق فيه القارب، لكنها ظلت هناك ثلاثة أيام وأربع ليال بسبب عطل في محرك القارب. وفي صباح الأحد، عادت مع صديقها الذي عرض عليها هذه الرحلة، ومعا اكتشفا هذه المأساة.
أثيرت المخاوف بشأن الصبي الصغير - ابنهما - الذي لم يكن بالبيت وقت احتراقه؛ فأجري البحث عنه على وجه السرعة، وقبل أن يحل الظلام مساء الأحد تم العثور عليه في الغابة، على بعد أقل من ميل من منزله. كان مبتلا يشعر بالبرد بسبب بقائه في الأدغال عدة ساعات. لكن بخلاف هذا لم يصبه أي أذى. واتضح حينها أنه حمل معه بعض الطعام عندما خرج من البيت؛ إذ وجد معه بعض الخبز عندما عثروا عليه.
سوف تجرى التحقيقات في كورتيناي للوقوف على أسباب الحريق الذي دمر منزل عائلة وايلد، وأسفر عن وفاة رب الأسرة. •••
قلت: «هل تعرف هؤلاء الناس؟» «اقلبي الصفحة.» •••
4 أغسطس 1923: بإجراء التحقيق في كورتيناي بجزيرة فانكوفر حول أسباب الحريق الذي تسبب في موت آنسون جيمس وايلد، القاطن بجزيرة كورتز، في أبريل من هذا العام، تبين أن شبهة إشعال الحريق عن عمد بواسطة الفقيد أو مجهول أو مجهولين لا تقوم على حجة دامغة. ولم يقبل وجود عبوة كيروسين فارغة في مكان الحريق كدليل كاف. فحسبما قال السيد بيرسي كيمبر - صاحب متجر في منتزه مانسونز لاندنج بجزيرة كورتز - كان السيد وايلد يبتاع الكيروسين ويستخدمه بشكل منتظم.
لم يكن لدى ابن الفقيد البالغ من العمر سبع سنين أي دليل يقدمه حول الحريق. وقد عثر عليه فريق بحث على مسافة غير بعيدة عن منزله بعد تجوال استمر عدة ساعات في الغابة. وقال الصبي في الاستجواب إن أباه أعطاه خبزا وتفاحا، وطلب إليه التنزه في مانسونز لاندنج، لكنه ضل طريقه. ومع ذلك، قال بعد أسابيع إنه لا يذكر أن هذا هو ما قد حدث، وإنه لا يعرف كيف ضل طريقه، مع أنه قطع هذا الطريق عدة مرات من قبل. وذكر الطبيب أنتوني هلويل - الذي حضر من مدينة فيكتوريا للنظر في أمره - أنه بالكشف على الصبي، تبين أنه قد هرب ما إن شاهد الحريق، وربما أتيح له الوقت ليأخذ معه بعض الأطعمة؛ وهو ما لا يذكره الآن. على الجانب الآخر، قال أنتوني إن قصة الصبي قد تكون صحيحة، لكن ذكراها ربما تكون قد شوهت في وقت لاحق، وإن مواصلة استجواب الصبي لن تفيد؛ لأنه على الأرجح لا يستطيع التمييز بين ما حدث في الواقع وبين خياله المتعلق بالحادث.
أما السيدة وايلد، فلم تكن في المنزل وقت اندلاع الحريق، بل كانت في جزيرة فانكوفر مستقلة قاربا ملك جيمس تومبسون جوري من مدينة يونيون باي.
وقيدت وفاة السيد وايلد على أنها حادث مأساوي نتج عن حريق مصادره مجهولة. ••• «أغلقي الكتاب الآن.» «أرجعيه إلى مكانه. أعيدي كل الكتب على الرف.» «لا، لا، ليس هكذا. ضعي الكتب على الرف مرتبة وفقا للسنة. هذا أفضل. تماما كما كانت.» «هل هي في الطريق؟ انظري من النافذة.» «حسنا. إنها على وشك العودة.» «ماذا عنك؟ ما رأيك في هذا؟» «لا أبالي. لا أبالي برأيك فيه.» «هل فكرت يوما أن حياة الناس قد تكون على هذا المنوال، أو ينتهي بها المطاف على هذا النحو؟ حسنا، هذا ليس من المستبعد.» •••
Shafi da ba'a sani ba