اتصل الطبيب بها هاتفيا أثناء تقديمها الغداء للطفلتين. قدمت لهما الجيلي، وطبقا من الكعك المحلى المنثور عليه السكر الملون، وكوبين من شراب الشوكولاتة باللبن. قال لها الطبيب إنه مشغول مع حالة لطفل سقط من على شجرة ولن يستطيع على الأرجح المغادرة قبل موعد العشاء. فقالت له إنيد بهدوء: «أظن أنها تحتضر.»
فقال لها الطبيب: «حسنا، فلتحاولي منحها الراحة قدر الإمكان؛ أنت تعلمين مثلي بالضبط كيفية فعل ذلك.»
لم تتصل إنيد بالسيدة جرين؛ فكانت تعلم أن روبرت ما كان ليصل من المزاد في ذلك الحين، وتعتقد أن السيدة كوين - هذا إن كانت ستحظى بأي لحظات من الوعي - لن ترغب في رؤية شقيقة زوجها أو سماع صوتها في الغرفة، ولن ترغب على الأرجح أيضا في رؤية ابنتيها. وما من فائدة في جعل الفتاتين تريان والدتهما وتتذكران هذه اللحظة فيما بعد.
لم تكلف إنيد نفسها عناء محاولة قياس ضغط الدم للسيدة كوين بعد ذلك، أو درجة حرارتها، وما كان منها سوى أن أخذت تمسح بالإسفنجة على وجهها وذراعيها وتقدم لها الماء الذي لم تعد تلاحظه، وقامت بتشغيل المروحة التي اعترضت السيدة كوين على صوتها عادة، وبدا أن هناك تغيرا في الرائحة المتصاعدة من جسد المريضة؛ إذ فقد حدة رائحة النشادر به، وتحول إلى رائحة الموت المعتادة.
خرجت إنيد، وجلست على درجات السلم. خلعت حذاءها والجوارب، ومددت ساقيها في الشمس. بدأت الطفلتان في إزعاجها بحذر؛ فسألتاها إن كانت ستصحبهما إلى النهر، أو تسمح لهما بالجلوس في الزورق، أو التجديف إذا عثرتا على المجدافين، لكنها كانت تدرك أنه لا ينبغي الابتعاد بهذا القدر عن المريضة، لكنها عرضت عليهما إحضار حمام سباحة، بل اثنين؛ فجلبت حوضين من أحواض غسل الملابس، ووضعتهما على الحشائش، وملأتهما بالمياه من مضخة الصهريج، فخلعت الفتاتان ملابسهما ما عدا الداخلية واستلقتا في الماء متظاهرتين بأنهما الأميرة إليزابيث والأميرة مارجريت روز.
سألتهما إنيد وهي تجلس على الحشائش وقد أمالت رأسها إلى لخلف وأغمضت عينيها: «هل تعتقدان أن الشخص الذي ارتكب خطأ شنيعا ينبغي عقابه؟»
فأجابت لويس على الفور: «نعم، يجب أن يجلد بالسوط.»
وسألت سيلفي: «من فعل ذلك؟»
فأجابت إنيد: «لا أحد على وجه التحديد، لكن ما رأيكما إذا كان الخطأ شنيعا، لكن ما من أحد يعلم أن هذا الشخص هو من ارتكبه؟ فهل يجب عليه الاعتراف بجرمه والتعرض للعقاب؟»
قالت سيلفي: «كنت سأعلم أنه ارتكبه.»
Shafi da ba'a sani ba