Hitta Fi Dhikr
الحطة في ذكر الصحاح الستة
Mai Buga Littafi
دار الكتب التعليمية
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Littattafan jagora
وتحسينها فِي عُيُون أهل الْجَهْل بالازدراء بالعلماء الْمُحَقِّقين العارفين بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله ويصول عَلَيْهِم ويحول وينسبهم إِلَى الابتداع وَمُخَالفَة الْأَئِمَّة والتنقيص من شَأْنهمْ فَيسمع مِنْهُ الْمُلُوك وَمن يتَصَرَّف بالنيابة عَنْهُم من أعوانهم فيصدقونه ويذعنون لقَوْله إِذْ هُوَ مجانس لَهُم فِي كَونه جَاهِلا وَإِن كَانَ يعرف مسَائِل قد قلد فِيهَا غَيره لَا يدْرِي أَهِي حق أم بَاطِل وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ قَاضِيا أَو مفتيا فَإِن الْعَاميّ لَا ينظر إِلَى أهل الْعلم بِعَين مُمَيزَة بَين من هُوَ عَالم على الْحَقِيقَة وَمن هُوَ جَاهِل وَبَين من هُوَ مقصر وَمن هُوَ كَامِل لِأَنَّهُ لَا يعرف الْفضل إِلَّا أهل الْفضل وَأما الْجَاهِل فَإِنَّمَا يسْتَدلّ على الْعلم بالمناصب والقرب من الْمَمْلُوك واجتماع المتدرسين من المقلدين وتحرير الْفَتَاوَى للمتخاصمين وَهَذِه الْأُمُور إِنَّمَا يقوم بهَا رُؤُوس هَؤُلَاءِ المقلدة فِي الْغَالِب كَمَا يعلم ذَلِك كل عَالم بأحوال النَّاس فِي قديم الزَّمن وَحَدِيثه وَهَذَا يعرفهُ الْإِنْسَان بِالْمُشَاهَدَةِ لأهل عصره وبمطالعة كتب التأريخ الحاكية لما كَانَ عَلَيْهِ من قبله وَأما الْعلمَاء الْمُحَقِّقُونَ المجتهدون فالغالب على أَكْثَرهم الخمول لِأَنَّهُ لما كثر التَّفَاوُت بَينهم وَبَين أهل الْجَهْل كَانُوا متقاعدين لَا يرغب هَذَا فِي هَذَا وَلَا هَذَا فِي هَذَا نظم
(ومنزلة الْفَقِيه من السَّفِيه ... كمنزلة السَّفِيه من الْفَقِيه)
(فَهَذَا زاهد فِي حق هَذَا ... وَهَذَا فِيهِ أزهد مِنْهُ فِيهِ)
وَمِمَّا يَدْعُو الْعَامَّة إِلَى مهاجرة أكَابِر الْعلمَاء ومقاطعتهم أَنهم يجدونهم غير راغبين فِي علم التَّقْلِيد الَّذِي هُوَ رَأس مَال فقهائهم وقضاتهم والمفتين مِنْهُم بل يجدونهم مشتغلين بعلوم الِاجْتِهَاد وَهِي عِنْد هَؤُلَاءِ المقلدة لَيست من الْعُلُوم النافعة بل الْعُلُوم النافعة عِنْدهم هِيَ الَّتِي يتعجلون نَفعهَا بِقَبض جرايات التدريس وَأُجْرَة الْفَتَاوَى ومفردات الْقَضَاء فالغالب على هَؤُلَاءِ التعصب المفرط على عُلَمَاء الِاجْتِهَاد ورميهم بِكُل حجر
1 / 149