136

Hitta Fi Dhikr

الحطة في ذكر الصحاح الستة

Mai Buga Littafi

دار الكتب التعليمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٥هـ/ ١٩٨٥م

Inda aka buga

بيروت

قلبه مطمئن بِالْإِيمَان كَمَا لَا يخفى على من مارس كتب الدّين وَصَحب أهل الإيقان كَيفَ وَقد ثَبت فِي مَحَله أَن الرجل الْعَامِل بظواهر الْكتاب وواضحات السّنة أَو بقول إِمَام آخر غير إِمَامه الَّذِي يقلده لَا يخرج عَن كَونه متمذهبا بِمذهب إِمَامه كَمَا يَعْتَقِدهُ جهلة المتفقهة ويتفوه بِهِ الْفُقَهَاء المتقشفة من أهل الزَّمَان المحرومين عَن حلاوة الْإِيمَان وَهُوَ رَحمَه الله تَعَالَى أَحْيَا كثيرا من السّنَن المماتات وأمات عَظِيما من الْإِشْرَاك والمحدثات حَتَّى نَالَ دَرَجَة الشَّهَادَة الْعليا وفاز من بَين أقرانهم بالقدح الْمُعَلَّى وَبلغ مُنْتَهى أمه وأقصى أَجله قَالَ الإِمَام مُحَمَّد بن عَليّ الشَّوْكَانِيّ فِي القَوْل الْمُفِيد فِي حكم التَّقْلِيد وَإِذا تقرر أَن الْمُحدث لهَذِهِ الْمَرَاتِب والمبتدع لهَذِهِ التقليدات هم جهلة المقلدة فقد عرفت مِمَّا تقرر فِي الْأُصُول أَنه لَا اعْتِدَاد بهم فِي الْإِجْمَاع وَأَن الْمُعْتَبر فِي الأجماع إِنَّمَا هم المجتهدون وَحِينَئِذٍ لم يقل بِهَذِهِ التقليدات عَالم من الْعلمَاء الْمُجْتَهدين أما قبل حدوثها فَظَاهر وَأما بعد حدوثها فَمَا سمعنَا عَن مُجْتَهد من الْمُجْتَهدين أَنه سوغ صَنِيع هَؤُلَاءِ المقلدة الَّذين فرقوا دين الله وخالفوا بَين الْمُسلمين بل أكَابِر الْعلمَاء بَين مُنكر لَهَا وَسَاكِت عَنْهَا سُكُون تقية لمخافة ضَرَرا وفوات نفع كَمَا يكون مثل ذَلِك كثيرا سِيمَا من عُلَمَاء السوء وكل عَالم يعقل أَنه لَو صرخَ عَالم من عُلَمَاء الْإِسْلَام الْمُجْتَهدين فِي مَدِينَة من مَدَائِن الْإِسْلَام فِي أَي مَحل كَانَ بِأَن التَّقْلِيد بِدعَة محدثة لَا يجوز الإستمرار عَلَيْهِ وَلَا الِاعْتِدَاد بِهِ لقام عَلَيْهِ أَكثر أَهلهَا إِن لم يقم عَلَيْهِ كلهم وأنزلوا بِهِ من الإهانة والإضرار بِمَالِه وبدنه وَعرضه مَا لَا يَلِيق بِمن هُوَ دونه هَذَا إِذا سلم من الْقَتْل على يَد أول جَاهِل من هَؤُلَاءِ المقلدة من يعضدهم من جِهَة الْمُلُوك والأجناد فَإِن طبائع الْجَاهِلين لعلم الشَّرِيعَة مُتَقَارِبَة وهم من أَعدَاء أهل الْعلم وَلِهَذَا طبقت هَذِه الْبِدْعَة جَمِيع الْبِلَاد الإسلامية وَصَارَت شَامِلَة لكل فَرد من أَفْرَاد الْمُسلمين فالجاهل يعْتَقد أَن الدّين مَا زَالَ هَكَذَا وَلنْ يزَال إِلَى الْمَحْشَر وَلَا يعرف مَعْرُوفا وَلَا يُنكر مُنْكرا وَهَكَذَا من كَانَ من المشتغلين بِعلم التَّقْلِيد وَأَنه كالجاهل بل أقبح مِنْهُ لِأَنَّهُ على جَهله وَإِقْرَاره على بدعتة

1 / 148