Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

Najib Mahfuz d. 1427 AH
94

Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Nau'ikan

فأجاب دون اكتراث: أقرأ بانتظام، وأذهب إلى السينما بين حين وآخر. - تعيش وحدك؟ - نعم، لا أقارب لي في القاهرة. - ولا أصدقاء لك؟ - منهم من قتل في الثورة ومنهم من تبوأ يوما الوزارة فبعد ما بيني وبينه. - والنساء، أليس في حياتك نساء؟ - ولى موسمهن في عمري.

ففكرت قليلا وقالت: أود أن أعترف لك بسر!

في تلك اللحظة ترامى إلى سمعيهما صوت رصاص ينطلق بقوة وغزارة. فبهت الرجل وارتجفت الفتاة. تساءلت: ما هذا؟ - رصاص من بندقية سريعة الطلقات. - كيف؟ .. لم؟ - لا أدري. - غارة؟! - ولكن صفارة الإنذار لم تنطلق، لعله تمرين.

وسكت الضرب. لبثا يرهفان السمع ولم يزايلهما القلق. تساءلت: هل يعود؟ - لا علم لي. - هل تستأنف الحرب؟ - من يدري؟! - الكلام عن ذلك لا ينقطع. - وهو ينتهي حيث يبدأ. - أتفكر في ذلك كثيرا؟ - إنه ظلنا ومصيرنا.

وفصل الصمت بينهما طويلا. حتى قال: إن الرصاص يحرك غرائز في أعماقي، لقد زلزل كياني في هذه اللحظة القصيرة. - يؤسفني أنني كدرت صفوك. - لنعد إلى ما كنا فيه، أكنت تتحدثين عن سر؟!

فابتسمت قائلة: أجل .. هناك سر.

فرمقها بنظرة مستطلعة فقالت: ثمة رجل في حياتي. - حقا؟ - شاب غني من طنطا! - ها هو الحلم يتحقق. - كلا، إنه متزوج. - ما مهنته؟ - تاجر. - أتقبلين أن تكوني الزوجة الثانية؟ - لكنه يمقت فكرة تعدد الزوجات. - هل سيطلق زوجته؟ - ويمقت فكرة الطلاق. - وماذا يريد إذن؟ - إنه يحبني! - كذاب! - أعتقد أنه صادق. - هل .. هل؟ - تقابلنا في مشرب شاي مرتين. - ماذا يريد؟ - يريد أن أقابله مرة ثالثة. - لا كرامة في ذلك. - رجعنا إلى الكرامة! - واضح أنه يريد العبث بك. - أو أن أعبث به! - كوني بريئة بقدر ما أنت صغيرة. - وحدثني عرضا عن شقة يملكها في الهرم! - الداعر! - لم أقطع برأي بعد.

فهتف بحدة: الرقص والغناء والمرح. - لا أحب لك أن تغضب.

ومالت نحوه فلثمت جبينه. وجعل ينظر إليها باهتمام وتوقد. سألته برجاء: ألا تريد أن تمن علي برأي؟ - عليك أن تصبري حتى يجيء الفرج كما أن علي أن أصبر حتى يجيء الموت!

فقامت وهي تقول: شكرا، وإذن فيجب أن أذهب.

Shafi da ba'a sani ba