Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Nau'ikan
تنهدت زينب وقالت: يا لك من رجل تفوق جرأته الخيال!
فرق بينهما صمت. أراح رأسه بالنظر إلى الحديقة. تلقى دفقة من انفعالات طارئة. قال وكأنما يخاطب نفسه: يا للذكرى، ها هي نفحة من الماضي تهب كأنما تهب من بستان، حاملة عرف عرق خاص، لعله عرق الإبطين، ناشرة صورا مطوية في قلب الزمن، تثير الحنين بقدر ما تثير الشجن. - ماذا تعني؟
عاد يحدق فيها ثم قال: ما زلت جميلة كما كنت.
فهتفت بحدة: يا لك من رجل مريض! - ليكن لسانك نفخة من ذكريات لا نصلا للطعن والقتل. - كأنك إبليس بلحمه ودمه.
فقال باسما في غموض: هيهات أن تعرفي عذابات رجال الطريق. - ولكني أعرف المنافقين.
فقال متوغلا في الانفعالات الطارئة: القلب نبع يفيض بمنصهر المعادن النفيسة والخبيثة، والسرور توءم الحزن. - إنك تهذي.
ولكنه باخ. أفاق تماما. تراخت شفتاه امتعاضا. قال بفتور: أرجو ألا يخيب مسعاي في إرجاع الجميع إلى بيوتهم. - وأرجو ألا أضطر إلى المجيء مرة أخرى. - بوسعك أن تفعلي شيئا لتجنيب حارتنا ويلات نزاع يوشك أن ينقلب داميا. - بوسعك أنت أن تفعل هذا خيرا مني.
تساءل عابسا: أتجرين مجراهم؟! أتطمعين أنت أيضا في مالي الحلال وولايتي المستمدة من كرامات جدي الأكرم؟! - إني أصغر شأنا من أن أنبهك إلى ما ينبغي لك. - بفضل طريقتنا يؤمن أحقر رجل في حارتنا بأنه أصل الوجود وغايته!
فقامت وهي تقول: هل أغنانا ذلك عن تعاستنا شيئا؟!
فقام أيضا وهو يقول محتدا: إنك على وشك الزيغ يا زينب. - إني منتظرة وعدك. - كان أبوك مريدا صادقا. - رحمه الله. - مات سعيدا كما يجدر بمؤمن. - ولكنه عاش عيشة مريرة! - أهم ما في الحياة هو الموت!
Shafi da ba'a sani ba