[مقام إبراهيم عليه السلام في بيت المقدس وخروجه منه للدعوة
إلى ربه]
وأقام إبراهيم في جبل بيت المقدس، وكان ابن أخيه يغشاه بنفسه
ويتردد إليه، وفرقوا بين من كان معهم من الخول والرعاء لأن لا يقع بينهم من التنازع والتضايق مثل ما يقع بين أهل الجهل والعمى. وكان يخرج صلى الله عليه وآله وسلم داعيا إلى ربه فيما خوله الله من آفاق البلاد، فخرج قبل مهاجرته من بلده ومولده وهي أرض خراسان (حران) والجزيرة إلى العراق، داعيا إلى الله وإلى توحيده فحبسه نمرود ملك العراق زمانا، ثم خلصه الله.
[قصة إبراهيم عليه السلام مع فرعون مصر ]
وكان قد خرج بعد هجرته ومصيره بيت المقدس إلى أرض مصر داعيا إلى الله، فهم به فرعون أن يقتله، فرأى في منامه ملكين نزلا من السماء قد مليا مابين السماء والأرض ينهيانه ويزجرانه أن يعرض له، فاستيقظ فزعا وأرسل إلى إبراهيم فأجازه وحباه وأعطاه وأهدى إليه هدايا كثيرة كانت فيها هاجر جارية كانت عند فرعون من قبط مصر فوهبها إبراهيم زوجته (ابنة عمه سارة)، وكانت سارة عاقرا لا تلد، فأقامت هاجر مملوكة لسارة زمانا حتى عجزت سارة، وارتفع الحيض عنها وقعدت عن الولد، فكلمت إبراهيم في أن تهب له هاجر جاريتها، وقالت لإبراهيم لعل الله أن يهب لك منها ولدا نبئيا، فوطي إبراهيم هاجر جاريته فوهب الله منها إسماعيل صلى الله عليه فسرت سارة به وأحبته وربته وتبنته، فشكر الله لها ما فعلت بإبراهيم، ووهبها من نفسها إسحاق بعد كبر سنها وارتفاع حيضها.
Shafi 75