77

أتزعم باطلا ما قال هذا

وإفكا من زخاريف الكلام

ألا من مبلغ الرحمن عني

بأني تارك شهر الصيام

إذا ما الرأس فارق منكبيه

وليس بذاك يقطع للطعام

فقل لله يمنعني شرابي

وقل لله يمنعني طعامي

فسمعوك تهجو محمدا في دارك، فهجموا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا لك: يا عدو الله خالفت الله وخالفت رسوله وحملوك كهيئتك إلى مجمع الناس، بباب رسول الله وقصوا قصتك، وأعادوا شعرك، فدنوت منك وقلت في صحيح الناس، عليك قل: إنك شربتها ليلا فثملتها نهارا، فزال عقلك فأتيت ما أتيته زيادا، ولا علم لك بذلك فعسى أن يدرأ عنك الحد.

وخرج محمد فنظر إليك فقال: استنطقوه فقالوا: رأيناه ثملا يا رسول الله لا يعقل، فقال: ويحك، والخمر تزيل العقول تعلمون هذا من أنفسكم، وأنتم تشربونها، فقلنا: نعم يا رسول الله وقد قال فيها قائد الشعراء امرؤ القيس بن حجر الكندي @HAD@ :

شربت الإثم حتى زال عقلي

كذاك الإثم تذهب بالعقول

فقال: والإثم من أسماء الخمرة، فقلنا: نعم يا رسول الله، فقال:

أنظروه إلى إفاقته من سكرته، فأمهلك حتى أريتهم أنك قد صحوت فسألك محمد فأخبرته بما أوعزته إليك من شربك لها بالليل وكانت حلالا في سائر الشرائع والملل وفي شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء تحريمها من أجلك من سبب سكرتك فما بالك اليوم تؤمن بمحمد وما جاء به، وهو عندنا ساحر كذاب.

فقال: ويحك يا أبا حفص لا شك عندي فيما قصصته علي فاخرج إلى علي، فاصرفه عن المنبر.

Shafi 107