288

ودخلوا إلى دار الخمار وهو من بعض النصارى وأحضروا طعاما فأكلت معهم وابتاعوا خمرا وسألوني أن أشرب معهم فلم أفعل وغلبوا على رأيي وسقوني فشربت وجاؤوا بغلمان حسان فحملوني أن أفعل كما فعلوا فزين لي الشيطان سوء عملي ففعلت وأقمت أياما ببغداد وخرجت إلى العسكر فوردتها وأفضت علي الماء من الدجلة ولبست ثيابا طاهرة وصرت إلى المسجد الذي على باب سيدي أبي محمد الحسن (عليه السلام) وفيه قوم يصلون فصليت معهم ودخلت فإذا أنا بسرور الخادم قد دخل المسجد فقمت مسرورا إليه فوضع يده بصدري ودفعني عنه ثم قال لي هاك وطرح بيدي دنانير وقال لي: مولاي يقول لك ويأمرك أن لا تصير إليه فتقدم من وصولك ببغداد وارجع من حيث جئت وهذه نفقتك من دارك بالكوفة وإليها راجعا إلى ما أنفقته في دار الروميين فرجعت باكيا إلى بغداد ومنها إلى الكوفة وأخبرت والدتي بما كان مني وكل ما نالني ولم أخف منه شيئا والذهبي حسب ما اتفقنا فوجدنا الذي أعطانا إياه الخادم لا يزيد حبة ولا ينقصن حبة إلا دينارين وزنتها في دار الروميين فلبست الشعر وقيدت رجلي وغللت يدي وحبست نفسي إلى أن توفي أبو محمد الحسن (عليه السلام) بيوم الجمعة لثمان ليال خلت من ربيع الأول سنة ستين ومائتين ثم أطلقت نفسي بعد ذلك

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن أحمد بن سندولا والعباس التبان الشيبين قال: تشاجرنا ونحن سائرون إلى سيدنا أبي محمد الحسن (عليه السلام) بسامرا في الصلاة وفي الخبر المروي عن السجود على سبع أعضاء اليدين والركبتين والقدمين والوجه دون الأنف فصرنا نلتمس الإذن فصادفنا ركوبه إلى دار أبي بحير، وقفنا في الشارع فلما طلع علينا بوجهه الكريم نظر إلينا فعلمنا ما يريدنا به ثم وضع سبابته اليمنى على جبهته دون انفه وقال هو على هذه دون هذا وأنفذ إصبعه من جبهته إلى أنفه قال وتشاجرنا في أكل اللحم فلم نستتم كلامنا حتى دخل علينا لؤلؤ الخادم فأخذ لحم غنم واكتنفنا وقال

Shafi 332