157

علم واسأل الصبي فإنه يفتيك فقام الإعرابي إلى الحسن (عليه السلام) وقلمه في يده يخط في الصحيفة ومؤدبه يقول أحسنت أحسن الله إليك يا حسن قال الأعرابي يا مؤدب يحسن للصبي من إحسانه وما أسمعك تقول له شيئا حتى كأنه بمؤدبك قال فضحك القوم من الأعرابي وصاحوا به ويحك يا أعرابي أوجز قال الأعرابي قد نبأتك يا حسن أني خرجت من قومي حاجا محرما فوردت على أدحي فيه بيض نعام فاشتويته وأكلته عامك [عامدا هذا ناسيا قال الحسن زدت في القول يا أعرابي قولك عامدا لم يكن هذا عبثا قال الأعرابي ما كنت ناسيا فقال له الحسن- وهو يحط في صحيفته- يا أعرابي خذ بعدد البيض نوقا فاحمل (أي فأعل) عليها فيقا يعني ذكر النوق، فإذا أنتجت من قابل فاجعلها هديا بالغ الكعبة @HAD@ كفارة لفعلك، قال الأعرابي:

فديتك يا حسن إن من الإبل لما يزلقن.

قال الحسن (عليه السلام) يا أعرابي وإن في البيض لما يمرقن قال الأعرابي أنت صبي محق وفي علم الله معروف ولو جاز أن يكون ما أقول لقلت إنك خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الحسن (عليه السلام) ما ترى قوما اختاروه فإذا أبغضوه عزلوه فكبر القوم وعجبوا لما سمعوا من الحسن فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمد لله الذي جعل في ابني هذا كما جعله في داود وسليمان

فكان هذا من دلائله (عليه السلام).

وعنه عن محمد بن علي عن علي بن محمد عن الحسين بن علي عن ابن فرقد عن علي بن الحسن العنبدي [العبدي عن أبي هارون المكفوف عن الحارث الأعور الهمداني قال: لما مضى أمير المؤمنين (عليه السلام) جاء الناس الحسن بن علي (عليهما السلام) فقالوا: يا ابن رسول الله نحن السامعون المطيعون لك اومرنا بأمرك قال: كذبتم والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) فكيف توفون لي وكيف أطمئن إليكم

Shafi 189