141

الحسن حتى أنظر ما يرد إلي من خبر سارية وهل ما رأيته صحيحا أم لا، قال له أمير المؤمنين: ويحك يا عمر فإذا صح ووردت الأخبار عليك بتصديق ما رأيت وما عاينت، وأنهم قد سمعوا صوتك ولجأوا إلى الجبل كما رأيت هل أنت مسلم ما ضمنت؟ قال: لا يا أبا الحسن، ولكني أضيف هذا إلى ما رأيت منك ومن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والله يفعل ما يشاء.

فقال له أمير المؤمنين: ويلك يا عمر إن الذي تقول أنت وحزبك الضالون إنه سحر وكهانة ليس فيك شك، فقال: ذلك قول قد مضى والأمر لنا في هذا الوقت، ونحن أولى بتصديقكم في أفعالكم وما نراه من عجائبكم إلا أن هذا الملك عقيم.

فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) ولقيناه فقلنا: يا أمير المؤمنين ما هذه الآية العظيمة؟ وهذا الخطاب الذي سمعناه؟ فقال: هل علمتم أوله؟ فقلنا ما علمناه يا أمير المؤمنين ولا نعلمه إلا منك، قال: إن هذا ابن الخطاب قال لي إنه حزين القلب باكي العين على جيوشه التي في فتوح الجبل في نواحي نهاوند، وإنه يجب أن يعلم صحة أخبارهم وكيف مع كثرة جيوش الجبل وإن عمرو بن معدي كرب قتل ودفن بنهاوند، وقد ضعف جيشه واتصل الخبر بقتل عمرو، فقلت له: ويحك يا عمر كيف تزعم أنك الخليفة في الأرض، والقائم مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت لا تعلم ما وراء أذنك وتحت قدمك؟ والإمام يرى الأرض ومن عليها، ولا يخفى عليه من أعمالهم شيء؟ فقال لي: يا أبا الحسن أنت بهذه الصورة فأت خبر سارية وأين هو؟ ومن معهم؟ وكيف صورهم؟ فقلت له: يا ابن الخطاب، فإن قلت لك لا تصدقني ولكني أريك جيشك وأصحابك وسارية قد كمن بهم جيش الجبل في واد قعيد بعيد الأقطار كثير الأشجار فإن سار به جيشك يسيرا خلصوا بها، وإلا قتل أول جيشك وآخره، فقال: يا أبا الحسن ما لهم ملجأ منهم، ولا يخرجون

Shafi 171