64

مولاه

فهل «سيد كامل» هذا ممن حققوا عندهم هذا الرجاء، فاختاروه لتوجيه هذه الصحيفة، ولو من بعيد؟

خطر لي هذا الخاطر لأول وهلة، ولم يفارقني حتى علمت المزيد من تاريخ «الدكتور سيد كامل»، فعلمت أنه أفضل وأصدق في الوطنية وفي الولاء لمولاه من أن يصلح لتلك المهمة من بعيد أو قريب ... وقد كان مولاه الذي تولى تعليمه في فرنسا على حسابه بتوصية من صاحب المؤيد هو الخديو عباس الثاني، وهو الذي رشحه للقيام على تحرير المؤيد بعد اعتزال الشيخ علي يوسف لعمله في الصحافة ... عسى أن يحتفظ بأمانة التراث الموكول إليه من ولي نعمته، ومن أستاذه الموصى عليه ...

وها هو ذا وزير جديد يفتتح خطابه الأول بحديث عن المؤيد وصاحبه وأصحابه، فما هو شأن المؤيد معنا أو ما هو شأننا مع المؤيد؟

أهو «لحظ الغيب» يرانا على مقربة من تلك الصحيفة من حيث لا نراه؟ ...

يحق لي - لو أردت - أن أصدق هذه الهواتف الغيبية، فإنها لم تنته عند هذه النهاية، ولم تزل تلاحقني بخبر من هنا وإشارة من هناك حتى عادت بي إلى العمل الصحفي محررا بالمؤيد ... وكان السبب المباشر لعودتي إليه قصيدة نشرها المؤيد ... ونظمها شاعر من شعراء السكرتيرية بنظارة الأوقاف، وهو المرحوم عبد الحليم المصري الذي كان يتطلع إلى مكان «شوقي» في القصر الخديو، ووصل إليه ولكن بعد زوال الخديوية ...

فضيحة الأدب

نظم عبد الحليم قصيدة من أحسن قصائده عن «الخصيب» أمير مصر في أيام الدولة العباسية، وقال فيها عن شاعر النيل:

وشاعر النيل دون الخلق يشربه

بينا يشق الصدى منه الحشاشات

Shafi da ba'a sani ba