============================================================
وكان معمار متسع(1) في الأملاك والزراعات، ولم يخل بمصر والشام من علفه ملك أو زراعة أو ضمان أو غيره إلا ولعز الدين المذكور فيه نصيب.
وتولى نيابة قوص مدة ونقل منها إلى أمير جاندار الظاهر، وتولى بمصر النيابة في الأيام السعيدية . وتوفي في الأيام العادلية، وضرب الله تعالى جميع ما خلفه بالمحق، ولم يبق لورئته منه شيء، هذا مع قلة ظلمه وعسفه وحسن وساطته لناس عند الملوك.
حكى لي بعض أصحابه الثقات في النقل قال: ندب الأمير عز الدين الأفرم لكشف الوجه القبلي في الدولة المنصورية السيفية الشهيد قلاون، رحمه اله، وفي صحبته تاج الدين بن السنهوري ناظر النظار للكشف أيضا، قال: ومن جملة من في صحبة الأمير عز الدين رجل خليع سمير يعجب الأمير محاضرته، ومن إعجابه به أنه إذا طول تاج الدين في العقود والبحث في تنوع الظلم شرع ذلك الرجل في خلاعته ومصخركيته(2) يقوم ابن السنهوري ولا يسمعها، ويتبرم من ذلك الرجل ويغتاض(3) ، فقيل للأمير (4)/354/ عز الدين عن ذلك، فقال: عزل هذا خير من مقاصد هذاك وظلمه وعسفه، ولا بد ما أظهر لكم هذا، فاتفق قدومهم إلى بعض البلاد أول النهار، وتوجه الأمير يطعم طيوره، وطلب تاج الدين المباشرين بعمل أوراق الحساب وأشار إلى المقدم أن يعري شخص(5) عينه ويضربه بالمقارع، قد طلب منه أوراق(1) تنبيهأ له بغير جرم. قال : فعري ذلك الرجل وشرع يضربه بالمقارع. وقام تاج الدين يصلي الضحى، وطول الصلاة إلى أن جرى دم الرجل على الأرض وهلك . فلما فرغ من الصلاة قال له المقدم : قد تلف هذا . قال : ديره(7) إلى الناحية الأخرى واضربه، ووقف يصلي، وإذا بالأمير عز الدين قد حضر وأبصر ذلك الرجل بتلك الحالة، فصاح على المقدم وعلى ابن السنهوري، وانزعج غاية الإنزعاج وغضب، ودخل إلى خيمته ولم يجتمع به جميع ذلك النهار، وقال لأصحابه: ما قلت لكم إن هزل هذا وضراطه ومصخركيته(8) خير من أفعال هذا وناموسه وصلاته.
(1) الصواب: "وكان معمارا متسعاه. (2) كذا، المراد : "ومسخريته" .
(3) كذا، والمراد: "ويغتاظ" .
(4) حتى هنا ينتهي الاضطراب الأول في الأصل.
(6) الصواب: "أوراقا".
(5) الصواب: "شخصاه.
(7) الصواب: "أدره" .
(8) الصواب: "ومسخرته" .
Shafi 291