============================================================
الكبير عز الدين أيبك بن عبد الله الصالحي المعروف بالأفرم(1) أمير جاندار الملك الظاهر والسعيد والمنصور، وبعض سلطنة الأشرف إلى حيث قبض عليه وحبس، وعندما أفرج عنه أعيد إلى وضيفته(2) ، وبقي إلى حين وفاته أمير جاندار.
حكى لي الأمير سيف الدين ابن المحفدار قال: أوصى الأمير عز الدين أيبك الأفرم عند وفاته أنه إذا مات أن يأخذوا خيله ويلبسوها أفخر مالها من العدة، وأن يركبوا جميع غلمانه ويلبسوهم عدة الحرب وزينته، وأن تضرب النوبة خلف جنازته و لا يقلب له صنجق ولا يكسر له رمح، وأن يطالعوا جنازته كما كان يطلع إلى الغزاة في حياته، فعملوا(2) أولاده ما أوصاهم به، ما خلا ضرب الطبلخاناة والبوقات منعهم نائب السلطنة الأمير حسام الدين لاجين من ذلك ، بل كانت سائرة على الخيل خلف الجنازة، وكانت جنازته حفلة مشهودة، حضرها السلطان وأكثر العساكر المنصورة.
كان دينا خيرا، من وسائط الخير، طاهر اللسان. وكانوا يقولون إنه يدخل عليه من أملاكه وضماناته وحماواته(4) وإقطاعه في كل يوم ألف دينار مصرية، خارج(5) عن القمح والشعير والحبوب وغير ذلك.
وكانت وفاته بداره بمصر، وذفن بتربته بالرصد.
وكان الأمير عز الدين أيبك الأفرم الصالحي من الأمراء الكبار العالمين العادلين. ولم يزل/361/ متقدما(2) في الدول في الأيام المظفرية والظاهرية والسعيدية والمنصورية والأشرفية إلى حيث قبض عليه . ولما أفرج عنه الملك العادل زين الدين كتبغا أعاده إلى وظيفته ورد عليه إقطاعه وزاد في احترامه وإكرامه.
(1) انظر عن (الأفرم) في : المقتفي 1/ورقة 235أ، ونهاية الأرب 308/31، 309، وتالي كتاب وفيات الأعيان 13 رقم 19، وتاريخ الإسلام (وفيات 695 ه) ، وعيون التواريخ 197/23، 198، وتذكرة النبيه 191/1 ، ودرة الأسلاك 1/ورقة 129، والوافي بالوفيات 478/9 رقم 4438، وعقد الجمان (3) 338، 339، والمنهل الصافي 130/3 رقم 575، والنجوم الزاهرة 80/8، وتاريخ ابن الفرات 215/8.
(2) كذا. والمراد: "وظيفته" .
(3) الصواب: "فعمل" .
(4) الصواب: "وحماياته" .
(5) الصواب: "خارجا".
(6) هنا يوجد اضطراب في ترتيب أوراق المخطوط حيث وقع تأخير وتقديم، ولم يتنبه المجلد والمرقم لأوراق المخطوط إلى هذا الاضطراب. وقد تكرر في أكثر من ورقة كما سأشير إلى ذلك لاحقا . وقد قمت بترتيب الأوراق وإعادة ترقيمها ليأتي سياق المتن متصلا وسليما . 297
Shafi 290