لأنه كان ثابتا في العدم والنشء الدائم الأبدي ، لأنه صار بالوجود الدائم الأبدي. قال في الكلمة الشيثية: ومن هؤلاء من يعلم أن علم الله [به] في جميع أحواله هو ما كان عليه في حال ثبوت عينه قبل وجودها، ويعلم أن الحق لا يعطيه إلا ما أعطاه بمنه من العلم به، وهو ما كان عليه في حال ثبوته، فيعلم علم الله من أين حصل، وما ثم صنف من أهل الله أعلى وأكشف من هذا الصنف، فهم الواقفون على سر القدر. وهذا الذي قاله يقتضي أن ثم قوما يعلمون علم الله بهم من أين يحصل ؟ فيطابق علمهم علم الله بهم من جميع الوجوه ! وهذا لم يثبت في الشرع أنه جعل للأنبياء؛ لأنهم ما كانوا يعلمون من علم الله إلا ما علمهم الله تعالى، وما خفي عنهم منه أكثر مما علموه، فكيف يدعي مدع أنه يكون في الأمة من يعلم علم الله من أين حصل ! وهذا هو الضلال المبين. ثم قال: ثم نرجع إلى الأعطيات فنقول: أما ذاتيته وأما أسمائيه، فأما المنح والهبات والعطايا الذاتية فلا تكون أبدا إلا عن تجل إلهي، والتجلي من الذات لا يكون إلا بصورة استعداد المتجلى له ، وغير ذلك لا يكون ؛
Shafi 37