الرقاص على الطارات بالأصوات فذلك من أنكر المنكرات، ولو في الفلوات، فكيف في مساجد الجماعات؟، وقد نعى سبحانه ذلك على الكفار بقوله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}، أي تصفيق، وتصفير، ثم يوحدون كما فعل السامري وعباد العجل، ومن ترجح له أن يغمد سيفه فليعمد، وما ذاك إلا كليلة الإفاضة للباطنية التي قيل فيها:
وعندهم ليلة الإفاضة، فكم من أخ في أخته يغمد سيفه
ومنها: استعمال المساجد بهذه الرذائل، إنما بنيت المساجد للطاعات وتلاوة القرآن، والصلاة، وقد قال سبحانه وتعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه }، وقال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله...} الآية.
وهولاء قد أخربوها ومنعوا من ذكر الله فيها، إنما المساجد لذكر الله تعالى.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((يأتي في آخر الزمان ناس يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا ذكر هم الدنيا وحب الدنيا فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((الكلام في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب))، ورواية: ((كما تأكل البهيمة الحشيش)).
ومنها: رفعهم الأصوات التي وقع النهي عن رفعها لقوله تعالى: {واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}.
Shafi 76