إلى أن قال: وجهال الصوفية في زماننا ينظرون بما تقدم، ثم أن الكعبة تطوف بأحدهم، وبأن أحدهم يمسك القطر [عن الأرض] (1) ويرسله إن أحب، وكذلك جميع ما ينزل بالناس، ونحو ذلك من الشرك والهدم لقواعد الدين.
كما روي أن رجلا من ضعفاء الأمة أراد الحج إلى بيت الله الحرام كما أوجبه الله عليه، فمر ببعض ريط الصوفية في طريقه، فقال الفقراء له: هنا أفضل من الحج طف بالشيخ سبعة أشواط، فهو يعدل طوافك بالكعبة، وهو أفضل وأطعم زادك فقرأه، ففعل ذلك الضعيف، واعتقد أن ذلك أفضل من أداء فرض الحج وأن الحج قد سقط عنه مع أن لهم إشارات ورموز صرح جهالهم فيها بالخروج من الإسلام، ووافقوا فيها الكفار من الفلاسفة، والباطنية ونحوهم، ومن اطلع على كتبهم كفتوح مكة، وغيره، علم ذلك من البدع الظاهرة، الجم الغفير يسترها عليهم الانتظام في زمرة الموحدين، والتظهر بالطريقة التي عليها رسم الأولين، وقد يظهر ذلك فيما بينهم ظهورا جليا، وقد ظهر آثار ذلك عليهم عند غيرهم كحلق الذقون، وأكل الحشيش المسكر، ومصاحبة النسوان، والصبيان، وتحليل وتحريم ابتدعوه فيما ابتدعوه، فيما بينهم لم ينزله الله تعالى ولا شرعه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غير ذلك من الأمور التي لاتتسع هذه النصيحة لذكرها.
هذا آخر ما أردنا نقله من (رسالة الدامغاني).
Shafi 71