وكذلك روي أن رجلا منهم ورد عليه رجل من أهل الدنيا فأ حكم الحيلة هو وفقرآءه في أن يصنع للوارد عليه طعاما، ويدفن فيه من الإدام ألوانا غير الذي فوقه، ويعلم على كل إدام بعلامة، وكانوا قد أبصروه عند دفنه، فإذا وضعه عند الرجل الوافد قال كل فقير منهم: ياشيخ أنا أحب من الإدام كذا، فيقول: احفر عندك في الطعام فيخرج ذلك الإدام الذي دفنه، فيكبرون ويقولون: هذه كرامة للشيخ، فيقول الفقير الآخر: وأنا أطلب كذا ياشيخ فيقول له: احفر عندك، فيحفر، فيخرج الذي دفنه، فيقولون كما قالوا أولا، وكان عندهم رجل ممن يعرف مكرهم فقال: ياشيخ أنا أحب إدام كذا مما يعلم أنه لم يصنع عندهم، فقال له الشيخ: هذا الإدام يغني عن ذاك، فيقول لاأحب إلا ذاك، فانصرف عنه الشيخ، فقال فقراءه: ما رضي عنك الشيخ فيأمر الطعام بأن يخرج لك إداما، كما أخرج لنا، فقال: لا والله، ولكن لم يدفن فيه الإدام الذي طلبت، كما دفن فيه الذي طلبتم.
وكذلك روي أن بعض الصوفية كان يرقص في بعض السماعات، وقد جعل في قب دلقة المرزب، وفيه ماء ورد إذا أرخى ذقنه في فم المرزب، فيمص منه ثم يبخ عند الوجد من عنده، فيقع عليه ماء ورد، فيصيحون الله الله فتح على الشيخ، وجاء من الجنة انظروا إلى ريقه ماء ورد.
ونحو ذلك من الحيل التي يحتالون بها على الجهال، أعوذ بالله من قوم يختلون الدنيا بأعمال الآخرة.
Shafi 70