وأما ما يعتقده أجهل الناس واعداهم للعلم وأهله، وأمقتهم للشرع وأسوأهم طريقة، وإن كانت طريقتهم عند أمثالهم من الجهلة والسفهاء شتى(1) وهم الفرقة المفتعلة، والمتفعلة من الصوف وما يدينون به من المحبة والعشق والتغني(2) على كراسيهم أخربها(3) الله، وفي مراقصهم -عطلها الله- بأبيات الغزل المقولة في المردان الذين يسمونهم شهدا، وصعقاتهم التي أين عنها صعقة موسى عند دك الطور؟ فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
وقال الدامغاني في رسالته: إنهم أدخلوا في الشريعة النبوية ما ليس منها فما وجدوه يوافق هواهم اتخذوه شرعا كا تخاذهم الدفوف واللهو عبادة، وسماعها سنة، وهي تشتمل على مناكير عظيمة معلوم قبحها من الكتاب والسنة النبوية، فضاهوا في ذلك الجاهلية الذين قال فيهم عز وجل: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}، يعني إلا الصفق، والصفير، فهولاء جعلوا الصفق، والصفير، والرقص، والغناء نوع من العبادة تقوم مقام الصلاة عند البيت، وافترى فيها جهال الصوفية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يعلم الجميع بطلانها.
Shafi 67