ومصنف الأثمار فاسمع قوله ... فالبحر يزخر لا كطحل مجمد مصنف (الأثمار) هو: الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين(1) بن شمس الدين عليه السلام.
والبحر يزخر: يمتد جدا وترتفع أمواجه تشبيها لعلمه عليه السلام بالبحر، والطحل: الماء الفاسد المتغيرة رائحته، والمجمد: الذي يحاول تجميده؛ لنزارته وقلته تعريضا بقول الآفك في جوابه على (الكامل المتدارك).
قال الإمام شرف الدين عليه السلام في جواب له على سائل سأله عن الصوفية ما لفظه: وبعد ذلك نعلم أن هذه الفرقة التي تسمى في زماننا وفيما قبله بالصوفية لاأصل لهم في الدين يعتمدون عليه، ولا برهان في العقل [والشرع](2) يرجعون إليه، وإنما أمورهم مبنيات على خيالات باطلة وزخارف عاطلة، وأماني كاذبة، ودعاوي عن الحق والصدق عازبة، من بالغ فيها خرج، عن الإسلام ودخل في الكفر بغير شك وجسم وعطل في معرفة الملك العلام، وذلك معلوم لمن طالع كتبهم من العلماء وعرف أسرارهم من الأحبار الحكماء، فيجب على كل مسلم أن لا ينتسب إليهم، ولا يتلبس بشيء من شعارهم، ولا يتشبه بأحد منهم.
Shafi 58