(لمرتبة الثالثة: أهل التصوف: وهم: أصناف في الغرور إلى أن قال: الصنف الرابع وقعوا في الإباحة وطووا بساط الأحكام، ورفضوا الفصل بين الحلال والحرام، وزعم هولاء أن الله غني عن العلم والعمل فلم أتعب نفسي؟
وبعضهم يقول: لم يكلف الله إلا تطهير القلوب لاغير عن الشهوات وعن حب الدنيا من غير حاجة إلى هذه التكاليف الظاهرة، وإنما المقصود عمل القلوب بأن تكون والهة(1) إلى الله تعالى فهذا غرور كاذب) (2). انتهى ما أردنا نقله من كلامه عليه السلام.
قلت وبالله التوفيق: وجميع ما ذكره عليه السلام عنهم كفر؛ لردهم ما علم الدين ضرورة، وتكذيبهم لله ولرسوله فيما ألزم وأوجب من الفرائض، وحرم من جميع المحرمات.
وأما الإمام المهدي عليه السلام فقد ذكرنا(3) ما ذكره في (القمر النوار) فيما تقدم من تحريم الملاهي، وقال عليه السلام في قافيته:
قد حرموا كتب الهداية واستبا ... حوا الطار والمزمار في الأسواق
ولنغمة الدريج أرعوا سمعهم ... والداعيات إلى هوى العشاق
أعداءهم علماؤهم ووليهم ... متصوف الرقاص والصفاق
فإذا دعوت إلى كتاب الله قا ... لوا لا فحكم الله غير مطاق
ما عندنا من حاكم عدل سوى ... تحكيمنا للسيف والمشراق
وحديث جبري وشبهة راقص ... عند السماع ورنة الصفاق
... ... ... ...
Shafi 57