تأثر العلامة بآثار المحقق الحلي
لقد تأثر العلامة الحلي في آثاره الفقهية بالمحقق الحلي، وبما أننا نخوض غمار الإرشاد ارتأينا البحث في مدى تأثر العلامة في الإرشاد بالمحقق الحلي.
لقد تأثر العلامة في بيانه للمطالب في الإرشاد بكتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي أكثر من أي كتاب آخر. وكان التأثر في المحتوى فحسب، فإن الإرشاد يختلف- كما سيأتي- من حيث عناوين الكتب والمباحث وترتيبها عن الشرائع، وله نظمه الجديد. وكذلك فإن العلامة لم يورد مطالب المحقق بالنص، بل عمد إلى تلخيصها تلخيصا شديدا، فكان الإرشاد موجزا للغاية، ورغم صغر حجمه- نسبة إلى الشرائع- فإنه يشتمل في أقل تقدير على نفس الفروع الفقهية الواردة في الشرائع، أو أكثر من ذلك كما قاله بعضهم (1).
أشار الشهيد الأول في غاية المراد- في بعض الأحيان- إلى تأثر الإرشاد بالشرائع، منها في شرحه لقول العلامة في كتاب الحج: «ولو نواه ونام أو جن أو أغمي عليه صح وقوفه على رأي»، حيث قال: «والشيخ المحقق هو صاحب هذه العبارة» (2).
وقال الشهيد أيضا- في شرح قول العلامة في كتاب الجهاد: «وبالأولين يخرجون عن الذمة»-:
وعبارة المصنف هنا هي عبارة الشرائع، إلا أن كلام الشرائع لم يصرح بعدم شرطية التزام الأحكام في العقد (3).
وفيما يلي سنعنى بإجراء مقايسة بين الإرشاد والشرائع ليتضح مقدار تأثر الإرشاد بالشرائع، ويتبين كذلك التلخيص الشديد في عبارات الإرشاد:
Shafi 57