Hashiya Cala Tafsir Baydawi

Muhyi Din Shaykh Zada d. 950 AH
120

Hashiya Cala Tafsir Baydawi

حاشية محيي الدين زاده على تفسير القاضي البيضاوي

Nau'ikan

والهاء والهمزة كثيرة الوقوع في الكلام ذكر ثلثيهما. ولما كانت أبنية المزيد لا تتجاوز عن السباعية ذكر من الزوائد العشرة التي يجمعها اليوم تنساه سبعة أحرف منها تنبيها على عطف على قوله: «الذلقية». وقوله: «كثيرة الوقوع» منصوب على أنه خبر كانت وقوله:

«ذكر ثلثيهما» جواب لما. فذكر من الذلقية أربعة وهي: الراء والميم والنون واللام، ومن الحلقية أربعة وهي: الهمزة والهاء والحاء والعين ولقلة مقابل هذين النوعين بالنسبة إليهما أعني المصمتة وغير الحلقية ذكر منهما أقل من نصفيهما وإن كان لهما نصف صحيح وهو أحد عشر، لأن الباقي بعد كل واحدة من الذلقية والحلقية اثنان وعشرون، وقد ذكر من كل واحدة منهما عشرة أحرف. أما المصمتة فالمذكور منها: الألف والصاد والهاء والكاف والسين والحاء والياء والعين والطاء والقاف، وغير الحلقية المذكور منها هو: اللام والميم والصاد والراء والكاف والسين والطاء والياء والقاف والنون. وظهر من هذا الكلام أن قوله السابق وهو «أن أسماء الحروف البسيطة التي ذكرت في الفواتح على وجه يعجز الأديب الأريب عن ذكرها على ذلك الوجه وهو ذكرها مشتملة على أنصاف أنواعها» ينبغي أن تحمل الأنواع المذكورة فيه على أكثرها لأن المذكور في بعض تلك الأنواع ثلثاها كما في الحروف الذلقية والحلقية، وكذا المذكور من الحروف الزوائد العشرة سبعة والسبعة ثلثا العشرة على التقريب. قوله: (ولما كانت أبنية المزيد لا تتجاوز عن السباعية) كمصادر الأفعال السداسية ذكر من الزوائد العشرة سبعة أحرف تنبيها على ذلك وهي: الألف واللام والياء والميم والنون والسين والهاء، والمتروكة منها ثلاثة: الواو والتاء والألف الساكنة. ثم إن الألف لما ذكر أن المذكورة في فواتح السور من كل نوع من أنواع الحروف البسيطة نصفه بل أكثره بحسب العدد أراد أن يشير إلى أن المذكور فيها أكثره بحسب الاستعمال والجريان على الألسن بالنسبة إلى المتروك منها ليظهر به وجه ترجيح المذكورة على المتروكة مع أن كل واحدة منهما نصف الأخرى تحقيقا أو تقريبا. فقال «ولو استقريت الكلم وتراكيبها من موادها التي هي حروف المباني وجدت المتروكة مكثورة» أي مغلوبة في الكثرة بحسب الاستعمال بالنسبة إلى ما ذكرت في هذه الفواتح من كاثرته فكثرته أي غلبته في الكثرة فهو مكثور أي مغلوب. وظاهر أن معظم الشيء وجله ينزل منزلة كله فكأنه تعالى عدد على العرب جميع الحروف التي منها تراكيب كلامهم بذكر أساميها الدالة عليها مع رعاية هذه اللطائف البديعة والاعتبارات العجيبة التي يعجز عنها الأديب الأريب الفائق في فنه فضلا عن الأمي الذي لم يخالط الكتاب. فكان أول ما يقرع الأسماع من السور المصدرة بها معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم مستقلة مع قطع النظر عن كونها من دلائل أن المتلو عليهم كلام آلهي معجز فكان تصدير السور بها على الوجه المذكور أدخل في التبكيت

Shafi 126