المحشي: وغيره. فما قيل: «إنه غلط فاحش لأن الطرس الورق، ذوالسطر حال فيه، والحال ليس جزء المحل «غلط فاحش، نعم يحتمل أن يراد بالطروس الورق بلا سطور مجازا، من باب إطلاق الكل على جزئه، فلا يكون ذلك من عطف الجزء على الكل، وفي قول المصنف «ما قامت الطروس والسطور» جناس القلب، لاختلاف اللفظين في ترتيب الحروف، نظير: «اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا».
قوله: «لعيون الألفاظ» متعلق ب «الطروس والسطور»، بمعنى ما قامت طروس وسطور عيون الألفاظ، ويحتمل تعلقه ب «قامت» وفيه على التقديرين
صاحب المتن: مقام بياضها وسوادها ......
الشارح: «مقام بياضها» أي الطروس. «وسوادها» أي سطور الطروس.
المعنى: نصلي مدة قيام كتب العلم المذكور، قيام بياضها وسوادها اللازمين لها،
المحشي: استعارة، إما تحقيقية: بأن استعار لمعاني الألفاظ لفظ العيون، لكونها أدل وأجل ما في الحيوان، ويكون إضافة العيون للألفاظ قرينة الاستعارة، ثم رشح الاستعارة-بالبياض والسواد- لملاءمتها المستعار منه.
أو بالكناية: بأن شبه الألفاظ بذوي عيون باصرة من حيث إنها ذوات أجزاء، بعضها أشرف من بعض، ويكون إثبات العيون لها استعارة تخييلية، والترشيح بحاله. وذكر الطروس والسطور تجريد لملاءمتها المستعار له.
قوله: «ويهتدى بها» أي بالمعاني قوله: «وهي» أي المعاني.
قوله: «أي الطروس» أي سطور الطروس، ليس تفسيرا لبياضها وسوادها، وإلا لكان المعنى نصلي مدة قيام الطروس والسطور مقام الطروس
الشارح: وقيامها بقيام أهل العلم لأخذهم إياه منها كما عهد، وقيامهم إلى الساعة لحديث الصحيحين: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله» أي الساعة، كما صرح به في بعض الطرق. قال البخاري: «وهم أهل العلم». أي لابتداء الحديث في بعض الطرق بقوله: «من يرد الله به خيرا يفقه في الدين».
وأبد الصلاة بقيام كتب العلم المذكور، لأن كتابه هذا - المبدوء بما هي منه- من كتب ما يفهم به ذلك العلم.
المحشي: والسطور ولا معنى له، بل ذلك تفسير لضميريهما كما هو ظاهر كلامه، ولا ينافيه عود الضميرين إلى الكتب في قوله «المعنى نصلي» إلخ لأن الكتب عبارة عن الطروس والسطور، لا يقال في تفسيره الضميرين بذلك رجوع إلى التوقيت بمدة قيام الشيء بقيام عرضه وذلك دور، لأن العرض متوقف على محل يقوم به، ومحله هنا صار متوقفا عليه، لأنا نقول جهة التوقف مختلفة، لأن توقف العرض على المحل إنما هو من جهة.
أنه لا يقوم بنفسه، بل بمحله، وتوقف محله هنا عليه، إنما هو من جهة التوقيت المذكور.
وقوله: «المعنى نصلي» الخ، بيان للمقصود، مع قطع النظر من جهة التشبيه الحاصل بواسطة العيون، وبياضها وسوادها، وهذا كله جري على كلامه، وإيضاح له، وإلا فالأولى أن يراد بعيون الألفاظ نفسها أو خيارها، إذ عين الشيء يقال لنفسه ولخياره، قاله الجوهري وغيره وبضميري - بياضها وسوادها- العيون بمعنى حواس البصر، على طريق الاستخدام، والمعنى: نصلي مدة قيام كتب العلم، قيام بياض العيون وسوادها، اللازمين لها، لمشابهتها الكتب حفظا ولازما، لأن الكتب تحفظ الألفاظ المفيدة للعلم، كما أن العيون تحفظ مرئياتها، وبياض الكتب وسوادها لازمان لها، كما أن بياض العيون وسوادها لازمان لها، وقيام كتب العلم بقيام أهله، لأخذهم إياه منها بنظرهم فيها بحواس البصر، وقيامهم إلى الساعة. قوله: «المبدوء بما هي» أي بشيء الصلاة منه.
التعريف بجمع الجوامع
صاحب المتن: ونضرع إليك عن إكمال جمع الجوامع.
الشارح: «ونضرع» بسكون الضاد بضبط المصنف، أي نخضع ونذل «إليك» يا ألله.
Shafi 7