Harun Rashid Maca Amir Ghanim
هارون الرشيد مع الأمير غانم بن أيوب وقوت القلوب: رواية تاريخية غرامية أدبية تلحينية تشخيصية
Nau'ikan
فلذاتها تقضى، وأقدارها تضني
شكوت إلى دهري عظيم مصيبتي
فأصبح عني نائيا مالئا أذني؟
يا زمان أهنتني، وفي نفسي أفجعتني، وبحالتي أفزعتني، وبحسرتي تركتني، وبحرمتي غادرتني، وبذلتي أوجعتني، وفي البلاء أوقعتني، هلا رثيت لدمعي الغزير، وحزني الكبير، ارحم فتاة يجرح النسيم خديها، وقد جار الزمان عليها، وأوصل يد الأذى إليها، وقد عدمت قواها، وصبرها جفاها، وازداد عناها وبكاها، والشمس وضحاها، والقمر إذا تلاها، لقد ازدادت بلوتي، واشتدت مصيبتي، وعدمت هنائي، فمن فعل بي هذه الفعال، ورماني في هذا الحال؟ فيا دهر تحكم فالبلاء تحتم، والدنيا لا تصفو لشارب، ولا تبقى لصاحب، ولا تخلو من فتنة، ولا تتخلى من محنة، رفقا بفتاة عيشها قصير، وحزنها كبير، ودمعها غزير، ويسرها عسير، إلهي ما هذا الحال، فقد ذقت مر الوبال، واغتنمت أعدائي فرص الزمان، وانتهزت فرصة الإمكان، حتى فعلوا بي ما فعلوا، وعن طريق الاستقامة عدلوا.
غانم :
يا شقيقة البدر، ودرة هذا العصر، انفي عنك الأحزان، واجعليها في خبر كان، واستعملي الصبر بدلا من الجزع، والرفق بدلا من الفزع، وتحققي حسن نيتي، واستبشري بخلاص طويتي، وأوضحي لي حقيقة حالك، وأخبريني بما جرى لك.
قوت :
ما هذا وقت إخبارك بقصتي، فقد زادت غصتي، فخذني إلى دارك وبعدها أخبرك بحقيقة الحال، وما قاسيت من الأهوال.
غانم :
أمرك يا أخت الهلال، فهلمي معي لنسير، وعلى الله حسن التيسير.
Shafi da ba'a sani ba