فدهش شيخ الحارة وقال له: لا أكاد أصدق أذني. - أومن الآن بأنها حقا قتلت أبي، وقد كانت عربيدة مدمنة للمخدرات. إني أتقزز من ذكراها. - اذكروا حسنات موتاكم.
فهتف بحقد لم يعرف عنه: لا حسنة واحدة لها!
ثم بغيظ أشد: لقد تمتعت بعمر طويل مريح لا تستحقه.
15
وتغير سلوكه فيما يشبه الانهيار.
كف عن الصلاة، هجر الزاوية، ماج بانفعالات عنيفة. وإذا به يقتحم البوظة لأول مرة في حياته. كان هناك الفتوة مؤنس العال وبعض رجاله، فلما رآه صاح ساخرا: أخيرا عرف الحمار الضال حظيرته.
وضج الحاضرون بالضحك، أما جلال فابتسم في شيء من الارتباك، ثم رفع القرعة إلى فيه الظمآن.
وسأله مؤنس العال: ماذا أغراك بتقليد الرجال؟
فقال بسرور: الاقتداء بالرجال شرف يا معلم.
ولما انصرف الفتوة راح جلال يغني:
Shafi da ba'a sani ba