تردد قليلا، ولكن الصوت لم يمهله فتساءل: ماذا تريد؟ - أن أعرف ما يقال عن مؤاخاة الجن. - ماذا تريد؟ - لقد قلت. - ماذا تريد؟
فاجتاحه الغضب وتساءل منذرا: ألم تعرف من أكون؟! - جلال بن زهيرة. - أستطيع أن أطحنك بضربة واحدة. - كلا.
قيلت بكل ثقة وطمأنينة، فهتف جلال: تريد أن تجرب؟
فتساءل الصوت ببرود ولا مبالاة: ماذا تريد؟
لم يجب. لم يقدم على فعل. عاد الصوت: ماذا تريد؟
أجاب متنازلا عن كل شيء: الخلود. - لماذا؟ - هذا شأني. - المؤمن لا يتحدى إرادة الله. - أريد ذلك وأنا مؤمن. - إن ما تطلب خطير. - فليكن. - ستتمنى الموت ولم تناله. - فقال بقلب خفاق: ليكن.
سكت الصوت. هل ذهب؟ وقع مرة أخرى في الضياع. تلهف عليه بأعصاب ممزقة. حملق بقوة ولكنه لم ير شيئا.
53
ورجع الصوت بعد عذاب. تساءل: أأنت على استعداد لتقديم ما يطلب منك؟
أجاب بلا تردد: أجل. - أن توقف على جاريتي حواء كبرى عماراتك للتكفير بريعها عن ذنبي.
Shafi da ba'a sani ba