41
وذات أصيل شهدت الحارة منظرا لا ينسى.
كانت زهيرة سائرة تخطر في ملاءتها الفاخرة عندما وقف دوكار رئيفة هانم على كثب منها. وأطل رأس الهانم، وسمع صوتها وهي تقول بنبرة عتاب لا تخلو من مسحة من مودة: زهيرة!
فالتفتت زهيرة مرتبكة، فقالت الأخرى: يا خائنة!
لم تملك إلا أن تقترب مادة يدها على مرأى ومسمع من كثيرين، بينهم جبريل الفص وخليل الدهشان وعبد ربه الفران. وقالت رئيفة: متى تزورينني؟
فأجابت زهيرة وهي تزداد ارتباكا: في أقرب فرصة يا هانم، ما منعني إلا ...
وغمغمت في حيرة، فقالت رئيفة بنبرة عدوانية قاسية متحدية مباغتة: يسعدني أن أرحب بخادمتي المخلصة.
وسرعان ما اشتعل الغضب بقلب زهيرة فهتفت: إني هانم مثلك!
واندفعت في طريقها وقد أعماها الانفعال.
42
Shafi da ba'a sani ba