فإنْ تمنحْ تُصادفني شكورًا ... فإنْ تمنعْ فلي رَبٌّ وَصولُ
وقال آخر:
ماذا أقولُ لأعدائِي إذا سَأَلُوا ... ماذا حَبَاكَ أميرُ الجيشِ يَعقوبُ
إنْ قلتُ لم يُعْطِني قرَّتْ عيونُهُمُ ... أوْ قلتُ أكرمني قالوا لمكذوبُ
فأينَ آثارُ نُعْماهُ عليكَ أبِنْ ... كذبتَ إنَّكَ محرومٌ ومَحْروبُ
فاسمُلْ أبا يوسُفٍ بالجودِ أعينَهم ... أشكرْكَ مجتهِدًا ما حنَّتِ النيْبُ
وقال أبو العتاهية:
أُثنِي عليكَ ولي حالٌ تكذِّبُني ... فيما أقولُ وأستحيِي منَ النَّاسِ
وقلتُ إنَّ أبا حفصٍ لأكرَمُ مَنْ ... يَمشي فكذّبني في ذاكَ إفلاسِي
وقال آخر لعبد الله بن طاهر:
ماذا أقولُ إذا سئلتُ وقيلَ لي ... ماذا أصبتَ من الجوادِ المُفضِلِ
إنْ قلتُ أعطاني كذبتُ وإنْ أقُلْ ... بخلَ الجوادُ بمالِهِ لم يجمُلِ
فأبِنْ فديتُكَ ما أقولُ فإنَّني ... لا بدَّ مخبرُهم وإنْ لم أُسألِ
فبعث إليه شيئًا حضره، وكتب إليه:
أعجلتَنَا فأتاكَ عاجلُ برّنا ... قُلًاّ وإنْ أمهلتَنَا لم يَقْلِلِ
فخذِ القليلَ وكنْ كأنّكَ لم تَسَلْ ... ونكونُ نحنُ كأنَّنا لم نَفْعَلِ
وقال بعض الرجّاز في المأمون:
مأمونُ يا ذا المِنَنِ الشَّريفَهْ
وقائدَ الكتيبةِ الكثيفَهْ
وصاحبَ المرتبةِ المنيفَهْ
هلْ لكَ في أُرجوزةٍ لطيفَهْ
أظرف من فِقْهِ أبي حنيفَهْ
لا والَّذي أنتَ له خليفَهْ
ما ظُلِمتْ في أرضنا ضعيفَهْ
أميرُنا مُؤْنَتُه خفيفَهْ
وليسَ يُجْبينا سِوى الوَطيفَهْ
اللُّص والتاجرُ في قَطيفَهْ
والذئبُ والنعجةُ في سقيفَهْ
وقال آخر:
ومن العجائبِ أنَّ بيضَ سيوفهِ ... تَلدُ المنايا السودَ وهيَ ذكورُ
آخر:
أضحى غريبًا في مكارمهِ الَّتي ... يُضْحي الغريبُ بهنَّ في الأوطانِ
أبت في الناس مثل شهرك في الأش ... هر أو مثل ليلة القدر فيه
وقال أبو الحسن العبدلكاني:
أرَى كلَّ ملتمسٍ ذروةٍ ... سَموتَ إلى فَرعها الأطولِ
كملتمسٍ نَقْلَ ماءِ الفرا ... تِ إلى أبعدِ الأرضِ بالمُنْخُلِ
وقال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ﵀:
يا صاحبي قِفْ بالمحصَّبِ من منًى ... واهتِفْ بقاعدِ خَيْفِها والنَّاهضِ
إن كان رفْضًا حُبُّ آل محمدٍ ... فليشهَدِ الثقلانِ أنّي رافضي
وقال مسلم بن الوليد الأنصاري صريع الغواني:
ثلاثةٌ تُشرقُ البلادُ بهم ... فضلُ بنُ يحيَى والشَّمسُ والقَمَرُ
لكنّ فضلًا يفيدُ نائلُه ... وفضلُ فضلٍ يُرجى وينظَرُ
والعودُ يخضَرُّ حينَ يَمْسَسهُ ... وحيثما مرَّ ينبتُ الخُضَرُ
لولا يدٌ منه بالندى بُسِطتْ ... ما وردَ النَّاسُ لا ولا صَدروا
آخر:
أنتَ في النَّاس مثلُ شهرِكَ في الأش ... هرِ أوْ مثلُ ليلةِ القدْرِ فيهِ
وقال ابن اللحام:
في كلّ يومٍ للأميرِ فُتوحُ ... تَغدو التهاني بينَها وتَروحُ
لا تَستفيقُ له بكلِّ صبيحةٍ ... أرواحُ أعداءٍ بهنَّ تَطيحُ
واللهُ يُسْعدُ عبدَه مَنْ قلبُه ... أبدًا بمضمونِ الوفاءِ صحيحُ
واللهُ يُهلكُ منْ عصى نوحًا كما ... في الدَّهْرِ أهلكَ منْ شكا نوحُ
فليعتَبِرْ بسعوده منْ كان ذا ... لُبٍّ فإنّي للجميعِ نَصيحُ
وقال آخر:
تناسى سيدي ذِكري وعهدي ... وعندي ذكرهُ أبدًا جَديدُ
ولا عجَبٌ تناسي ذكر عبدٍ ... من المَوْلى إذا كثُر العبيدُ
وأنشدني الداعي بن محمد العلوي أبو البركات:
دامَ لكَ العزُّ والبقاءُ ... ما اختلفَ الصبحُ والمساءُ
أعيادُنا فيكَ ما تقَضّى ... وكلُّ عبدٍ له انقضاءُ
النَّاسُ أرضٌ بكلِّ أرضٍ ... وأنتَ من فوقِهم سَماءُ
آخر:
زادكَ اللهُ سُرورا ... وتولاّكَ دُهورا
أنا أفديكَ إذا زُرْ ... تَ وأفديكَ مَزورا
حيثما كنتَ من الأر ... ض كسوتَ الأرضَ نورا
وقال آخر:
ما علَى اليومِ الَّذي أقبلَ في الحسنِ مَزيدُ
1 / 41