Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Nau'ikan
وأحضر حامد السمري صاحب الحلاج، وسأله عن أشياء من أمر الحلاج، وقال له حدثني بما شاهدته منه.
فقال له: إن رأى الوزير أن يعفيني فعل! فأعلمه أنه لا يعفيه، وعاد وسأله عما شاهده، فعاود استعفاءه، وألح عليه في السؤال، فلما تردد القول بينهما قال: أعلم أني إن حدثتك كذبتني، ولم آمن مكروها يلحقني، فوعده أن لا يلحقه مكروه، فقال: كنت معه بفارس، فخرجنا نريد إصطخر في زمن شات، فلما صرنا في بعض الطريق، أعلمته بأني قد اشتهيت خيارا، فقال لي: في هذا المكان! وفي مثل هذا الوقت من الزمان؟ فقلت: هو شيء عرض لي.
ولما كان بعد ساعات، قال لي: أنت على تلك الشهوة؟ فقلت: نعم.
قال: وسرنا إلى سفح جبل ثلج، فأدخل يده فيه، وأخرج إلي منه خيارة خضراء ودفعها إلي!
فقال له حامد: فأكلتها؟ قال: نعم. فقال له: كذبت يا ابن مائة ألف زانية، في مائة ألف زانية، أوجعوا فكيه؟! فأسرع الغلمان إليه، فامتثلوا ما أمرهم به، وهو يصيح : أليس من هذا خفنا؟!
ثم أمر به فأقيم من المجلس، وأقبل حامد يتحدث عن قوم من أصحاب النيرنجات، كانوا يعدون بإخراج التين وما يجري مجراه من الفواكه، فإذا حصل ذلك في يد الإنسان، وأراد أن يأكله صار بعرا.
وهكذا ضرب الشاهد وكذب، كما ضرب الفقيه العالم وكذب من قبل.
وأصبح حامد الغاضب الثائر هو المحكمة كلها، لا يتكلم سواه، ولا يحكم غيره، إنه وحده الذي يملك دماء الناس وأعراضهم وكرامتهم!
وإذا كان السمري لم يؤد الشهادة كما يجب، وكما اتفق من قبل، فإن ابنته ألين عريكة، وقلبها يهفو إلى كل إغراء مادي ... وحامد ملء يديه الآمال والإغراء.
وجيء بابنة السمري.
Shafi da ba'a sani ba