Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Nau'ikan
وابتدع لنفسه طريقا حلاجيا استهدف به الكمال القلبي والخلقي، واتصال روحه بربه اتصال حب وشوق وفناء، اتصالا سيعرف في التاريخ باسم «معراج الحلاج» وهو معراج يتفرد في تاريخ الحياة الروحية، بخصائص وسمات لم تعرف لسواه.
وكان الحلاج في جهاده الروحي، وفي نضاله الشعبي، سريع التقلب والحركة، إن في روحه ثورة، وفي قلبه أهواء متعددة، وفي وجدانه وأحلامه استشراف وتطلع لآفاق يحسها ويدركها ببصيرته واضحة حينا، غامضة أحيانا!
إن روحه لم تظفر بعد بأفقها المستقر المبين، وإن قلبه لم يصل بعد إلى مقام الثبات والتمكين، ومن هنا جاء التلون في السلوك الذي اتسمت به حياة الحلاج في دورها الأول.
يقول ابن كثير:
13 ... وقد كان الحلاج يتلون في ملابسه، فتارة يلبس لباس الصوفية، وتارة يتجرد في ملابس زرية، وتارة يلبس لباس الأجناد، ويعاشر أبناء الأغنياء والملوك والقواد، وقد رآه بعض أصحابه في ثياب رثة، وبيده ركوة وعكاز وهو سائح، فقال له: ما هذه الحالة يا حلاج؟ فأنشأ يقول:
لئن أمسيت في ثوبي عديم
لقد بليا على حر كريم
فلا يغررك أن أبصرت حالا
مغيرة عن الحال القديم
فلي نفس ستتلف أو سترقى
Shafi da ba'a sani ba