Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Nau'ikan
تلك بعض خواطر الحلاج القلبية والروحية، وهو في مطلع شبابه قبل أن يسلك المنهج الصوفي على شيوخه، وقبل أن ينتظم في المدرسة الروحية العالمية، مدرسة التصوف، التي كانت تهيمن على العراق وفارس خلال القرن الثالث الهجري.
شيوخه في الطريق
ولما بلغ الحلاج الثامنة عشرة من عمره، اتصل بالإمام الصوفي سهل بن عبد الله التستري، وتلقى على يديه آداب الطريق ومنهجه.
وأعجب الحلاج بشخصية سهل، وبادله شيخه الإعجاب والتقدير، وتلازما ليل نهار، حتى بلغ الحلاج العشرين من عمره، فاعتزم أن يخرج من مدينة واسط الصغيرة إلى العالم الفسيح، فرحل إلى البصرة بعد أن ودع شيخه، وترك كما يقول جانبا من قلبه معه.
وفي البصرة تتلمذ على يد شيخ من شيوخ التصوف، هو عمر المكي الذي سوف يكون له أبعد الأثر في حياته، وفي نكبته، ومن يده تلقى الحلاج خرقة الصوفية وعاش حياتهم.
ثم تزوج الحلاج في البصرة، بأم الحسين بنت أبي يعقوب الأفطع من زعماء البصرة وأهل الصدارة فيها.
واتسم هذا الزواج بالحب والإخلاص وصاحبه التوفيق حتى النهاية، فقد وفت له زوجه في مجده وفي محنته وثبتت إلى جواره، ورزق منها بثلاثة أبناء.
وكان شيخه المكي في خصومة ملتهبة مع صهره، امتدت آثارها إلى الحلاج، فانقطع ما بينهما من مودة، وقامت مكانها خصومة حادة، حتى ضاق صدر الحلاج بالبصرة فارتحل إلى مدينة بغداد.
الحلاج في بغداد
يقول صاحب «العبر»: «تصوف الحلاج، وصحب سهل بن عبد الله، ثم قدم بغداد فصحب الجنيد، والثوري وتعبد وبالغ في العبادة.»
Shafi da ba'a sani ba