Hadisi Isa dan Hisham
حديث عيسى بن هشام
Nau'ikan
وإلى الله المشتكى من زمن صغرت فيه النفوس، وضعفت الهمم وماتت العزائم، ورضي الناس فيه بالخمول والسكون وبالعيش الدون.
السادس :
إني لأعجب منك أيها الفاضل كيف يغيب عنك الصواب إلى هذا الحد، فترى أن في خدمة الحكومة سؤددا وعلاء ومجدا وسناء، وما هي إلا الذل والشقاء، والبلاء في أثر البلاء، وأنا أفصل لك الحال تفصيلا لتعلم أن بقاء أمثالك في خدمة الحكومة مع القدرة على التنحي عنها عجز وضعف، وجهل براحة الحياة وأي جهل فأقول:
تنقسم الرغبة في خدمة الحكومة إلى أربعة أقسام:
القسم الأول:
الرغبة فيها للمال؛ أعني لسد العوز وكفاف العيش ، وصاحب هذا القسم يكون في حال المضطر الذي حكم عليه الدهر باحتمال الهوان لضرورة الرزق، فهو مثلي يغبط حال كل صانع وتاجر وزارع، ويتمنى على الدوام أن يخرج من خدمة الحكومة إلى صف أهل الصناعات الحرة.
والقسم الثاني:
الرغبة فيها للجاه؛ أعني عزة المنصب ونفوذ الكلمة ومضاء الحكم، وهو ميدان بعيد الشأو واسع الأطراف ليس لشوطه نهاية، ولا لحدوده غاية، ولا بد فيه للجواد من كبوة، وللسيف من نبوة، وطالما كان اعتلاء المناصب، وارتقاء المراتب، داعية للرزايا والمصائب، ومجلبة للبلايا والنوائب.
والشر يجلبه العلاء وكم شكا
نبأ علي ما شكاه قنبر
Shafi da ba'a sani ba