معه حتى يكون الرجل هو المنصرف، وكان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، وكان يحلب العنز، ويجلس على الأرض، وكان يخصف النعل ويرقع الثوب ويلبس المخصوف والمرقوع، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، وكان يأتي على آل محمد الشهر والشهران لا يوقد في بيت من بيوته نار، وكان قوتهم التمر والماء، وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يعصب على بطنه الحجر من الجوع.»
ويضاف إلى الوصف السابق ما رواه مؤرخو العرب الآخرون من أن محمدا كان شديد الضبط لنفسه، كثير التفكير، صموتا حازما، سليم الطوية، عظيم العناية بنفسه مواظبا على خدمتها بالذات حتى بعد اغتنائه.
وكان محمد صبورا قادرا على احتمال المشاق ثابتا بعيد الهمة لين الطبع وديعا، فذكر أحد خدمه أنه ظل عنده ثماني عشرة سنة وأنه لم يعزره قط في هذه المدة ولو مرة واحدة.
وكان محمد مقاتلا ماهرا، وكان لا يهرب أمام المخاطر، ولا يلقي بيديه إلى التهلكة، وكان يعمل ما في الطاقة؛ لإنماء خلق الشجاعة والإقدام في بني قومه.
ويقال: إن محمدا كان قليل التعليم ونرجح ذلك، وإلا لوجدت في تأليف القرآن ترتيبا أكثر مما فيه، ونرجح أيضا أن محمدا لو كان عالما ما أقام دينا جديدا، فالأميون وحدهم هم الذين يعرفون كيف يدرك أمر الأميين.
وكان محمد عظيم الفطنة سواء أكان متعلما أم غير متعلم، وتذكرنا حكمته بما عزته كتب اليهود إلى سليمان.
Shafi da ba'a sani ba